عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لم أكن أعرف أن السيد/ محمد على خير الذى يقدم برنامج «المصرى أفندى» قد أصبح «مؤرخاً» يصدر أحكامه القاطعة المانعة فى أحداث تاريخية كبرى، حتى قرأت مقالاً للأستاذ سليمان جودة «المصرى اليوم 10-10-2017» يبدى فيه إعجابه بأحكام السيد/ محمد على خير الذى أكد فيها أن نصر أكتوبر صنعه الرئيس الراحل أنور السادات، وهو - أى السادات - وحده هو من ينسب إليه هذا النصر دون سواه، وأن الهزيمة التى زلزلت مصر عام 1967 المسئول الوحيد عنها جمال عبدالناصر.

وتشاء الصدف أن نقدم رداً مفحماً بشهادة مسئول إسرائيلى عسكرى كبير نشرت الوفد شهادته يوم الأربعاء «11-10-2017»، وهذه الشهادة قدمها الوفد باستعراض أحد أهم الكتب التى أرخ بها قادة إسرائيل لحرب 73، وهو الكتاب الذى عرضه بدقة مهنية الزميل إسلام الشافعى، وجاءت عناوين هذا العرض الأمين للكتاب تحت عناوين تقول «قادت المصريين لنصر أكتوبر.. الاستنزاف الحرب المنسية».

فى هذا العرض يعترف المسئول الإسرائيلى بأن نصر أكتوبر لم يحدث لحظة العبور وإن كانت هذه اللحظة هى ذروة الأداء العسكرى المصرى.

أما النصر الحقيقى فقد كانت له مقدمات وحققته إعادة بناء القوات المسلحة المصرية وإعداد المقاتل المصرى ضباطاً وجنوداً وتدريبات شاقة وكفاءة عالية فى التخطيط ووضع الخطط العملية.. وكانت حرب الاستنزاف أحد أهم عناصر التمهيد لنصر أكتوبر.

وهنا أتوقف لأسأل المؤرخ محمد على خير عن فترة إعادة بناء القوات المسلحة وعن التخطيط لحرب الاستنزاف وما بعدها، وعن حرب الاستنزاف التى بدأت بعد أيام من هزيمة 1967 القاسية والتى يسهب كتاب القائد الإسرائيلى فى ذكر تفاصيلها وتأثيرها على معنويات وقدرات جيش الاحتلال الإسرائيلى.

وإذا كانت ذاكرة السيد/ محمد على خير قد غاب عنها بعض وقائع التاريخ المهمة فإننى أذكره فقط بمعركة رأس العش التى خاضتها ببسالة القوات المسلحة المصرية بعد بضعة أيام من هزيمة 1967، وأذكره بإغراق درة الأسطول البحرى الإسرائيلى البارجة «إيلات» وقائع كثيرة خلال حرب الاستنزاف.

ولعل من المفيد للسيد محمد على خير أن يقرأ هذا الكتاب، وهو شهادة قائد عسكرى إسرائيلى. وفيه يقول «إن حرب الاستنزاف هى حرب أخرى حرب مستمرة تتطلب النفس الطويل والقدرة على استيعاب الخسائر، وقد تحمل المصريون الخسائر ولم تؤثر الخسائر فى القوة الوطنية للمصريين على العكس مما حدث مع الإسرائيليين، فكانت الزيادة فى الرسم البيانى للخسائر دون حل واضح تحدث خفضاً كبيراً فى الروح المعنوية سواء بين المقاتلين أو فى الجبهة الداخلية وبدأت وسائل الإعلام تكذب بشأن أعداد القتلى والمصابين من الجنود».

ويخلص مؤلف الكتاب إلى نتيجة لخصها بقوله «إن حرب الاستنزاف كانت مفتاح النصر لحرب أكتوبر».

وهنا أسأل الأستاذ محمد على خير هل يعلم سيادته أن عبدالناصر هو من بدأ بعد هزيمة 1967 بأيام فى إعادة بناء القوات المسلحة المصرية ومتابعة التدريبات القاسية ليل نهار، وأنه هو من أعطى أوامره ببدء حرب الاستنزاف وتابعها لحظة بلحظة.

للسادات فضل اتخاذ القرار ببدء حرب أكتوبر دون شك، وله فضل الإشراف بنفسه على خطط التمويه التى كان لها الفضل فى إحداث المفاجأة يوم السادس من أكتوبر لكنه - أى السادات - لم ينكر هو وأشد الناس كراهية لعبدالناصر الجهد الخارق الذى بذله الرجل لإعادة بناء قواته المسلحة المصرية، وبدء حرب الاستنزاف وكلاهما كما ذكر الكتاب كانا مفتاح نصر أكتوبر.

أرجو أن نحترم تاريخنا وأن نعطى كل ذى حق حقه، وألا يدفعنا جهل بالحقائق أو غرض فى النفس أن نحطم قيادات وطنية أو نحاول تشويهها، فالدول الراغبة فى التقدم تعرف كيف تحترم عطاء أبنائها.