رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ذكريات قلم معاصر

.. إليكم هذه الحدوتة القديمة جداً:

بعد الانتهاء من ثلاث صفحات رياضة.. فى انتظار دوران المطبعة لنأخذ بعض الأعداد الأولى كالعادة.. وكانت هذه الليلة ليلة إحدى أهم مبارياتنا.. كانت ضد تونس، والفائز يتأهل للمونديال.. وقبيل أن تصل الأعداد بثوانٍ انفتح الباب ويطل برأسه من وراء الباب.. الوجه معروف جداً.. ولكن الإرهاق وتعب يوم غير عادى أخذنا نفرك أعيننا.. ياه.. إنه المطرب الوطنى محمد نوح.. جاءنا بمفاجأة ليست تخطر على البال والخاطر.. ولا حتى فى الخيال والأمنيات.. بهدوء وقبل أن يجلس قال:

- أريد أن أغنى فى الاستاد غداً لتشجيع الفريق.. أريد أن يردد خلفى ومعى مائة ألف متفرج: يا ولد.. شد حيلك يا بلد.. ما رأيكم؟

ما رأينا؟؟ صمتنا جميعاً.. المفاجأة أكبر من أن نرد ونفكر.. لابد أن نتأكد أننا يقظون.. مش بنحلم.. بتقول إيه؟؟

جلسنا مرة أخرى بعد أن كنا نستعد للخروج والعودة لمنازلنا.. وبدأنا نستوعب الموقف فى ذهول.. ومحمد نوح يشرح الفكرة.. جهاز كهربائى، متصل بكذا مكبر للصوت منتشرة فى المدرجات وحبل طويل فى نهايته ميكروفون لأغنى من خلاله.. خوفاً من انتهاء البطارية فالمباراة تسعون دقيقة خلاف دقائق قبل المباراة وبعد المباراة.. أكثر من بطارية غيار فى جيبى.. الموضوع سهل.. بلاش تعقيد.. و... و... و....

قلت مقاطعاً:

- الكلمة النهائية للصديق حسن أمين مدير الاستاد.

محمد نوح: اتصل به الآن وأنا سأقنعه.

اتصلت بمنزل حسن أمين.. الزوجة تقول إنه نائم.. لا مش وقته.. يصحى فوراً.. الجريدة تريده ضرورى جداً..

- خير يا فلان.. «حسن أمين من فوق سريره».

- الحكاية باختصار كذا.. محمد نوح فى انتظارك عندنا.

- الوقت ضيق الآن.. كان الكلام ده امبارح أو أول امبارح.

محمد نوح يمسك السماعة ويقول له:

- لا تكسر مجادفنا.. نحن فى انتظارك

<>

حضر حسن أمين في وقت قياسى.. وقبل أن يقول شيئاً أخرج محمد نوح دفتر الشيكات من جيبه وسأل حسن أمين:

- الحكاية دى كلها بكام.. قدامنا أكثر من 8 ساعات نشترى ونركب ونعمل بروفة كمان.. الشيك ده على بياض اكتب المبلغ واصرفه فوراً.. وأنا عندكم من الصباح الباكر حتى الظهر ثم أستريح ساعة وأعود إليكم.

<>

.. وقد كان..

مائة ألف يرددون: يا ولد.. شد حيلك يا بلد.. ويتم إحراز هدف لنا.. يبدأ شريط الزغاريد وأغنية أخرى.. وكانت النتيجة فوز مصر «3-2» تونس قدمت احتجاجاً لم يقبله «الكاف».. قالوا إن الأرض كانت تهتز تحت أقدام لاعبينا.. كانت مدينة نصر كلها تغنى بأعلى صوت وليس الاستاد فقط..

<>

مرت كام سنة على هذا الحدث الفريد من نوعه؟

مش فاكر.. ولكن ما رأى مطربينا ومطرباتنا؟

لماذا لم تتكرر مثل هذه المفاجآت بهذا الشكل أو بغيره بشىء من التفكير؟ لقد قالت تونس فى صحفها إن الموضوع كان مفاجئاً لفريقهم حتى إنهم فقدوا اتزانهم، وأنهم فرحوا بأن النتيجة لم تكن أكثر مما حدث «3-2»!!

<>

ماذا حدث بعد ذلك.. هل وصلنا المونديال؟

مع الأسف كانت خطة المباراة الثانية فى تونس الدفاع لأن التعادل فى صالحنا وفريق تونس مرعب.. فانهزمنا بعدد كبير من الأهداف كانت السبب فى التريقة على مصطفى يونس الظهير الثالث وسموه «مصطفى تونس»!!

توتا توتة.. خلصت الحدوتة.. حلوة ولّا ملتوتة.. ما معنى ملتوتة؟.. ما أعرفش!!