رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

ما بين دقيقة وأخرى، تأرجحت مشاعر مصر والمصريين ما بين الفزع الجارف والفرح العارم. كان الفزع نتيجة الهدف المباغت الذى أحرزه فريق الكونغو فى مرمى الحارس المخضرم عصام الحضرى قبل نهاية المباراة بثلاث دقائق، وفِى لحظات اختفت مشاعر الفرح التى كانت تسود المدرجات فى برج العرب، وتعم المساكن والمقاهى فى كل ربوع مصر، وحلت محلها حالة من الوجوم لدى الجميع أو البكاء الهستيرى لدى بعض المشاهدين الذين ظنوا أن حلم التأهل لنهائيات كاس العالم لكرة القدم فى موسكو قد تبخر، وأن على مصر الانتظار أربع سنوات أخرى لمحاولة الاشتراك فى دورة أخرى لكأس العالم الذى غابت عن المشاركة فى دوراته لمدة سبعة وعشرين عاماً. وسرعان ما تحولت مشاعر الياس إلى فرحة طاغية حينما تمكن لاعب مصر الدولى محمد صلاح من أن يحرز هدف الانتصار من ضربة جزاء احتسبت على الفريق الكونغولى فى الدقيقة الأخيرة من المباراة.

 كانت مباراة تاريخية مهدت لها مسيرة منتخبنا القومى فى الأدوار الأولى، حيث تصدر المنتخب فرق المجموعة الخامسة التى كانت تضم إلى جانبه كلاً من غانا وأوغندا والكونغو. وأدى احتلال منتخب مصر لصدارة المجموعة، إلى سريان شعور عام بالارتياح وبأحقية المنتخب فى التأهل للمنافسة على كأس العالم. وقام الإعلام بدوره بتغذية مشاعر الجماهير فى الإحساس بأن التأهل بات محسوماً للفريق المصرى خاصة بعد تعادل منافسيه غانا وأوغندا. ومنذ بداية المباراة الحاسمة وحتى نهايتها أيقنت الجماهير أنه لا يوجد فوز سهل، وأن كرة القدم لا ضمان فيها لأى شىء. وإذا بالفريق الكونغولى الذى يقبع فى ذيل المجموعة، يصمد أمام أبطال مصر ويحرجهم فى الدقائق الأخيرة من المباراة. ولكن إرادة الانتصار لدى أبناء مصر كان لها الكلمة العليا فى النهاية، وأسدل ستار هذه المرحلة من رحلة كأس العالم ٢٠١٨ بالنهاية السعيدة انتظاراً لما ستشهده ملاعب موسكو من أحداث.

ومن الدروس المستفادة من هذا الحدث، عودة الإعلام المصرى إلى التمتع بالحق الحصرى فى إذاعة مباريات كرة القدم الأفريقية. ونتيجة لذلك استمتع الجمهور بمتابعة المباراة مع أحد نجوم التعليق المصريين، وكانت الكاميرا أمينة فى نقل المباراة باحترافية عالية إلى جانب نقل مشاعر الجماهير مع التركيز على دموع الفرح وبهجة الانتصار. وهو أمر ينبغى التمسك به مهما كلفنا من أموال. فلا شىء يفوق إعلاماً يترجم مشاعر الجماهير. هنيئاً لمصر انتصارها. ومن نصر إلى نصر بإذن الله.