عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في تصريحات للسيد حسين زين، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، قال سيادته- لا فض فوه- وهو يستعرض نجاحات هيئته (إن برنامج «دائرة الضوء» الذي يقدمه الكاتب الصحفي إبراهيم حجازي حقق حتي الآن ثمانية ملايين جنيه إعلانات) «المصري اليوم 5/10/2017 وبشر سيادته المشاهدين بأن برنامجاً جديداً سيقدمه خيري رمضان قريباً وجاري البحث الآن عن «مذيعة» تشاركه تقديم البرنامج.

تكشف هذه التصريحات عن أمرين:

الأول: إن رئيس الهيئة الوطنية للإعلام يري ان الاعلاميين في ماسبيرو ليسوا أهلاً لتقديم البرامج وانه مصاب بعقدة عدم الاعتراف بكفاءات مهنية متوفرة في ماسبيرو. ومع كامل الاحترام لشخص خيري رمضان الذي أراه نموذجاً للالتزام المهني إلي حد بعيد، فإنني أعلم علم اليقين أن عدداً كبيراً من الاعلاميين أبناء ماسبيرو لديهم المواهب والقدرات التي تمكنهم من تقديم برامج متميزة بل وأكثر تميزاً من برامج كثيرة يقدمها من تعتبرهم القنوات الخاصة- بجهل- نجوماً في عالم الاعلام، ما ينقص أبناء ماسبيرو فقط هو «الفرصة» ليقدموا مواهبهم وقدراتهم في الخطاب الاعلامي المحترم، وحرمانهم من هذه الفرصة ومنحها للغرباء جريمة في حق العاملين من اعلاميي ماسبيرو.

ثانياً: تصريحات السيد «زين» عن قيمة الاعلانات باعتبارها «نجاحاً اعلامياً» تكشف عن جهل فاضح بالمعايير المهنية للإعلام عامة، ولأهداف إعلام الدولة بشكل خاص.

دارسو علوم الإعلام يتعلمون ألف باء المهنة وقواعدها ونظرياتها، وهذه القواعد تطلق التحذيرات بضرورة تحصين الخطاب الاعلامي من أن يهيمن عليه «الاعلان» وقد أثبتت التجارب العملية خلال السنوات الأخيرة ان الانهيار المهني للإعلام المرئي والمسموع في مصر- الخاص منه والعام علي السواء- سببه الرئيسي هيمنة «الاعلان» علي الاعلام. هذه الكارثة- هيمنة الاعلان- هي التي تسببت في انهيار وتشويه الاعلام المصري.

وإذا كنت أفهم أن يظل هذا المنطق المدمر هو الذي يسيطر علي فكر رجال الأعمال أصحاب الفضائيات الخاصة، فإنني لا أستطيع أن أفهم انسياق المسئولين في اعلام الدولة وراء هذا المنطق الذي وصل بالإعلام إلي الحضيض.

ثالثاً: أعرف عدداً من الاعلاميين المحترمين أعضاء الهيئة الوطنية للإعلام، وأثق أن لديهم رؤي للنهوض بإعلام الدولة، ووضعه علي الطريق الصحيح لتحقيق الأهداف المنوط به والتي تتطلب التركيز علي مضامين الخطاب الاعلامي ليساهم في التنوير والتنمية بمفهومها الشامل وتدهشني موافقتهم علي هذه الاتجاهات التي دمرت الاعلام وأعني بها الاستسلام لهيمنة «الاعلان».

والأمر هنا لا يخرج على أحد احتمالين، الأول ان حضرات الأعضاء رضخوا لضغوط فضحوا بكل ما آمنوا به وتعلموه من ضرورة الوقوف بحسم ضد «هيمنة الاعلان» علي الاعلام، وأن يتخلوا عن زملاء وزميلات المهنة في ماسبيرو فسمحوا باستمرار حجب الفرص عن هؤلاء الزملاء والزميلات لصالح الغرباء.

أما الاحتمال الثاني فهو تركهم الأمر كله في يد رئيس الهيئة والقبول بأن يكونوا كومبارس؟!

يا حضرات أعضاء الهيئة الوطنية للإعلام لا تخونوا أمانة وضعت في أعناقكم للنهوض بإعلام الدولة ولا تستسلموا لأمر واقع تم فرضه بتحويل «اعلام الدولة» إلي صورة مشوهة من قنوات رجال الأعمال.

ختاماً.. فقد حاولت أن أعثر علي صفة أطلقها علي هذ الحالة فلم أجد أصدق من عبارة كان يرددها الفنان توفيق الدقن عندما كان يواجه حالة عبثية تجافي كل منطق سليم ينطلق عبارته الشهيرة «مساء الهمبكة».