رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

لم أصدقه وهو يقول إن معاشه لا يزيد علي ألفى جنيه فى الشهر، وهو الذى كان وكيل وزارة، وظل لأكثر من ثلاثين عاماً ذاق المر فى عمله الذى أخلص واجتهد فيه حتى ارتقى من درجة وظيفية إلى أخرى بكل الشرف والأمانة.. وفى النهاية خرج بقلب مريض وبداء السكرى والضغط.. وبألفين من الجنيهات أول عن آخر. ألفان.. وأنا الذى كان تحت يدى الملايين من الجنيهات والمئات من أصحاب المصالح الذين كانوا يتمنون أن أقبل هداياهم النقدية والعينية ولكننى رفضت كل ذلك وحافظت على مال الدولة.. وللأسف الدولة لم تحافظ علىّ!

وبالصدفة قابلت واحدًا من كبار الصحفيين، والذى كان رئيساً للتحرير وفوجئت بشكواه من معاشه القليل وأنه لولا معاش النقابة، الهزيل أيضاً، لا يعرف ماذا سيكون مصيره وقد خرج على المعاش وخرجت معه كل أمراض الدنيا يحملها على جسده، وهو الذى كان طوال عمله يدافع عن الحق.. وفى نهاية عمره لم يجد من يدافع عن حقه!

ماذا يفعل موظف وصل الستين من عمره بمعاش لا يزيد علي ألفى جنيه.. بل أعرف بعض زملائى الصحفيين معاشهم لا يزيد علي ألف جنيه.. كيف يعيش هؤلاء بعد تعويم الجنيه وتحرير سعر صرف الدولار الذى أشعل الأسعار، التى أحرقت كل صاحب معاش؟!.. لا يمكن أن يكون مصير أصحاب المعاشات من العمال والموظفين هذه المهانة والمذلة.. هل كان عليهم أن يستغلوا أعمالهم ومناصبهم قبل الخروج على المعاش لتأمين حياتهم وحياة أولادهم، الذين يكونون عادة لايزالون فى الجامعات أو لديهم بنات على وش جواز؟

هل تعرف الحكومة، ووزيرة التأمينات أو الضمان الاجتماعى، أو أى اسم..أن الدول الخليجية، التى أخذت القوانين واللوائح من مصر قد طورتها حسب مصالح مواطنيها واحتياجاتهم ومتغيرات السوق والأسعار، وهناك يحصل الموظف لما يخرج على المعاش على آخر راتب وصل إليه.. ونحن لازلنا نعمل بهذه القوانين واللوائح ولم نتطور.. ولا تقولوا إن هذه الدول غنية لأن أموال التأمينات التى سطت عليها كل حكوماتنا، ولا أستثنى أحداً، كانت يمكن أن تجعل من أصحاب المعاشات فى مصر من أغنى الأغنياء..!

صحيح الدولة حالياً فى أزمة، والموارد قليلة، وأنها تحاول الخروج من عنق الزجاجة.. ولكن أصحاب المعاشات لا يطلبون من الحكومة أو من ميزانية الدولة ولكن يطلبون من أموالهم التى لا يعرفون أين هى؟!.. وهذا السؤال بالتحديد لم يجرؤ كل وزراء المالية أو كل وزيرات التأمينات الاجتماعية الإجابة عنه منذ أكثر من أربعين سنة.. فأين أموال التأمينات يا حكومة؟!

إن حكايات أصحاب المعاشات تدمى القلب وتوجعه.. هذه كارثة إنسانية لا أعرف كيف المسئولون فى الحكومة يتحملونها.. شىء مخجل ومخزٍ.. وعار على أية حكومة.. والله عيب!

[email protected]