عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 هل شاهدتم هذه المشاهد الثلاثة التى اهتز لها وجدان الملايين من المصريين الذين عاشوا مساء الأحد 8 أكتوبر 2017 ملحمة وطنية عظمى فى حب مصر وعشقها.. وليست مباراة كرة قدم خاضها المنتخب المصرى فى ظروف صعبة ليصعد إلى مونديال روسيا 2018.. وهل استوعبتم دروس وعبر هذه المشاهد؟

•• المشهد التاريخى

صورة الشاب مبتور الساق.. الذى قفز من فوق مقعده المتحرك ليطير فى الهواء رأسا على عقب.. ثم يستقر فوق عكازيه وجسده كله وساقه الوحيدة معلقة فى السماء.. ليرقص فى هذا الوضع ومعه قلوب الملايين.. فرحًا بالانتصار وعبور المستحيل وتحقيق الحلم الذى كاد يتحول إلى كابوس بعد دقيقة واحدة.. لولا أن استجاب الله لدعاء المصريين: «يارب».. الذى سمعناه يهز أرجاء كل الوطن فى هذه اللحظات العصيبة بعد أن أحرز منتخب الكونغو هدفه فى الوقت القاتل الذى كاد يغتال فرحة شعب بأكمله.

هو مشهد يغنى عن مليار تعليق.. يختزل كل قواميس الكلمات فى صورة واحدة يعجز اللسان عن وصفها مهما أوتى من بلاغة وفصاحة وإتقان.

•• المشهد الحزين

فى الدقيقة 88 من عمر المباراة.. وقبل أن ينتهى وقتها الأصلى بدقيقتين.. وعندما سدد لاعب الكونغو طعنته فى مرمى المنتخب الوطنى لتخترق 100 مليون قلب.. استقرت إحدى الكاميرات على هذا الشاب الباكى.. وقد اغتسل وجهه بالدموع وانهارت قواه وانفطر خافقاه.. قلبه وعقله.. حزنًا على أمل كاد يتبخر فى الهواء.. بكينا معه جميعا.. لكن استوعبنا الرسالة.. إن فى مصر مازال هناك شباب أوفياء أنقياء تنبض قلوبهم بعشق الوطن.

•• المشهد الأعظم

محمد صلاح.. الأسطورة.. أمير القلوب الجديد.. يسقط أرضا على وجهه مذهولا بعد هدف الكونغو.. ثم يجلس ويلطم رأسه ويشد شعره.. لكن سرعان ما ينتفض من جديد.. ينهض ويصرخ فى زملائه ويشير بيديه إلى الجمهور طالبا الدعاء.. والملايين يهتفون فى نفس واحد «يا رب».. إلى أن يأتى الفرج القريب ويتصدى «الأسد المغوار» بقلب وأعصاب من فولاذ لضربة الجزاء فى آخر ثوانى المباراة.. ليحيل الحزن إلى فرحة عارمة.

وكأنه يقول لنا: «يا رجال مصر.. نحن شعب ينتزع النصر من بين براثن الانكسار.. ولا يثنينا اليأس عن صنع أمجادنا».

•• الله أكبر.. ولتخرسى إلى الأبد يا ألسنة المتنطعين الحاقدين الكارهين.. الخونة وأعداء الفرحة والانتصار.