عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

 

 

 

شدنى صوت إمام المسجد وهو يعلو قائلاً: اللهم ارفع عنا الغلاء والبلاء.. وكرر الدعاء ثلاث مرات.. ثم اتبع ذلك بقوله: إنه سبحانه وتعالى قادر على كل شىء..

كان هذا ختام دعاء مسجد شارع 89 الكبير، فى رأس البر.. وشدنى أكثر تهدج صوت الإمام.. كما شدنى رد فعل المصلين وهم يرفعون صوتهم بالقول: آمين..

فهل جاء دعاء الإمام ليعبر عن معاناة الناس من هذا الغلاء الرهيب الذى يضرب الغنى والفقير.. والمحتاج ومن يملك، فالكل سواء أمام هذا الغول الذى يضرب الناس. ويسلب ما يملكون حتى وإن كان قليلاً.. ولم يعد أحد يعرف كيف يدبر أموره.. ليس فقط فى أسعار ما يأكل.. بل فى كل شىء سواء ما كان له علاقة بالدولار اللعين، أو لا علاقة له به. فالكل يعانى. ويعجز عن تدبير أمور عياله..

< وأغلب="" الظن="" أن="" هذا="" الإمام="" مسَّ="" ما="" هو="" أهم="" فى="" حياة="" الناس="" هذه="" الأيام="" وربما="" قصد="" الإمام="" ـ="" دون="" أن="" يدرى="" ـ="" عجز="" الحكومة="" عن="" المواجهة="" وعن="" التصدى،="" ولذلك="" لجأ="" الإمام="" الى="" الله="" سبحانه،="" خالق="" كل="" شىء..="" وكان="" رد="" فعل="" المصلين="" معبراً="" عما="" يجيش="" فى="">

وهكذا دائماً ما تلجأ الشعوب إلى الله سبحانه وتعالى تسأله العون حتى يقتنع كل جشع من التجار، أن الله أحق وأحن من الحكومة فيقللوا من غلوائهم.. أم أن لسانهم: من لم يستفد منه الناس.. فلا فائدة بعد ذلك. وهكذا اندفع الجشعون يشقون جيوب الناس ويسحبون كل ما فيها ما دامت الحكومة صامتة.. أو لا تفعل إلا أقل القليل، أى مثلاً إقناعهم بوضع مجرد ورقة عليها سعر السلعة.. دون أن تتدخل فى تحديد نسبة لأرباحهم.. أو توقف توالى زيادات الأسعار..

< والناس="" دائماً="" ما="" يلجأون="" إلى="" الله="" عز="" وجل،="" وبالذات="" كلما="" نزلت="" بهم="" نازلة="" أو="" عم="" بلاء..="" ولذلك="" جمع="" إمام="" المسجد="" ـ="" فى="" دعائه="" الذى="" اختتم="" به="" خطبة="" الجمعة="" أمس="" ـ="" بين="" الغلاء="" والبلاء.="" ولاحظوا="" الربط="" التلقائى="" ليس="" فقط="" ما="" يجمع="" بين="" اللفظين="" من="" بلاغة..="" وهكذا="" دائماً="" ما="" يلجأ="" الناس="" إلى="" الله="" وقت="" المحن..="" وكم="" تعرضت="" مصر="" للعديد="" والرهيب="" من="" المحن،="" وكان="" المسجد="" هو="" المكان="" المناسب="" ليخاطب="" الناس="" ربهم="" الأعلى="" لكى="" ينقذهم="" من="" المحنة..="" سواء="" كانت="" غلاء..="" أو="" بلاء.="" وكان="" المسجد="" هو="" الملجأ="" والملاذ.="" وسبحانه="" هو="" المنقذ..="" ولا="" إله="" الا="">

< وفى="" كل="" عصور="" مصر="" كان="" خطيب="" المسجد..="" هو="" «الإمام»="" ولاحظوا="" معنى="" الكلمة="" حتى="" إننا="" نلقب="" شيخ="" الأزهر="" بكل="" ما="" له="" من="" احترام:="" بفضيلة="" الإمام..="" ليس="" فقط="" لأنه="" يؤم="" المصلين="" فى="" كل="" صلاة..="" ولكن="" لأن="" المصرى="" تعود="" منذ="" دخل="" الإسلام="" مصر="" ـ="" أن="" يلجأ="" إلى="" إمام="" المسجد="" يقول="" له="" كل="" ما="" لا="" يقوله="" لأقرب="" الناس="" اليه..="" ليس="" فقط="" فى="" أمور="" الدين،="" بل="" ـ="" وهذا="" هو="" المهم="" ـ="" فى="" أمور="" الدنيا="">

ولذلك رأيت فى دعاء إمام مسجد رأس البر أمس ما يعطينا الأمل فى أن تعبر مصر ما فيه الآن من غلاء.. وبلاء.. وأن يخفف الله عن كل المصريين.. وربما كان الدعاء يهدف أيضاً أن تتدخل الحكومة وتفرض نوعاً أكبر من الرقابة على الأسعار.. حتى ولو اضطرت إلى إعادة وظيفة المحتسب الذى كان يطوف بالأسواق ليراقب ويعاقب كل من يحاول غش الناس فى الميزان.. أو يرفع الأسعار.. ويؤدبهم ويتم تجريسهم علناً فى كل شوارع المدينة!!