عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وطن ثانى

إن بريق المال ولمعانه يفقد كثيراً من الناس اتزانهم وتوازنهم النفسى والاجتماعى.. لأن المال هو إكسير الحياة ومصدر البقاء والسعادة والشقاء، كما أن بريق سيف السلطان ولمعانه لا يقل أهمية عند ذوى السلطان فى محاسبة الأعوان وخدم البلاط إذا غضبوا منهم أو أشاحوا وجوههم عنهم، أو إذا مالت عنهم قلوبهم وسبحان الله مثبت العقول والقلوب عند أهل التقوى ذوي البصائر الأخلاء، وهذه هى طبيعة الأشياء فى التحول والتبدل ولن تجد لسنة الله تبديلاً ولا تحويلاً.

أعاود القول إن السلاطين والأمراء والرؤساء والوزراء دوماً يحتاجون إلى أعوان لهم فى إدارة السلطة، وهؤلاء ينقسمون قسمين لا ثالث لهما.. إما أتقياء كما أسلفت القول آنفاً أسوياء لا يخشون في الله لومة لائم ويقولون الحق فى حضرة السلطان وهم في كل العصور والأزمان محترمون يشار إليهم بالبنان، وهم دوماً عرضة للدسائس والمؤامرات من أجل إزاحتهم من صدارة المشهد وهؤلاء هم قلة قليلة إذا تم اختيارهم بعناية والحفاظ عليهم يكونون غطاء للحاكم من نزواته وشطحاته وحمايته من غضب الرعية والخالق.. أما الصنف الثانى وهم الكثرة الكثيرة الذين يبحثون عن مصالحهم وذواتهم دون غطاء أخلاقى، ويجعلون الحلال حراماً ويبدلون الحرام حلالاً لأنهم يسعون دوماً فى إرضاء الحاكم والانصياع لرغباته ونزواته وآرائه، والعمل على راحته لأنه يملك سيف المعز وذهبه، لأن المال هو سر عذاب الشعوب والأفراد وشقائها، وهم لا يبالون بالأخلاق والقيم، لأنها تغضب السلاطين والأمراء الذين يحيدون عن جادة الصواب. لهذا فإن قصة اختيار المسئول لمعاونيه مسألة فى غاية الصعوبة والمشقة وهذا ما يوضحه لنا الشارع الذى أحكم النصوص وضبطها من أجل حفظ العقيدة من الزلل والوهن فى الدنيا والآخرة، وذلك كى نتعلم منها وتكون نبراساً لنا ودستوراً من صنع الذى أحكم كل شىء لنتعلم ونتزود، ففى قصة سيدنا موسى وابنتي سيدنا شعيب فى التزود بالماء بقوله ما خطبكما، وقولهم إن أبانا شيخ كبير وأننا لا نريد الاختلاط بالرجال الرعاة ونحتاج إلى التزود بالماء.. فقام من مجلسه ولبى طلبهما.. ثم توارى إلى الظل إلى نهاية القصة المعروفة بقول إحدى ابنتى سيدنا شعيب يا أبت إن خير من استأجرت القوى الأمين.

وهنا يقول سيدنا موسى “رب إنى لما أنزلت إلىّ من خير فقير”.

فالاختيار يقوم على الأمانة والقوة فى الزواج بالاختيار من إحدى البنتين، وكذلك فى رعاية الدواب كما جاء فى النص، وبهذا تنعم الشعوب باختيار الأعوان الصالحين بالرضا والسعادة والعمران.