رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ونحن نحتفل بالذكرى 44 لنصر أكتوبر المجيد.. يلحظ المرء بعد مرور تلك السنوات الطويلة تغيراً هائلاً فى الأوضاع الدولية والرؤى الإستراتيجية والسياسات التى تدير بها الدول الكبرى علاقاتها الدولية لتحقيق أهدافها وصون مصالحها.. وقد عبر هنرى كيسنجر فى مذكراته عن حرب أكتوبر بقوله (إن هذه الحرب تمثل نقطة تحول تاريخية فى العلاقات الدولية.. فهى علامة فارقة بين عالم ما قبل حرب كيبور (يقصد حرب أكتوبر) وعالم ما بعد هذه الحرب).. والمتأمل فى تلك المقولة يلحظ بوضوح أن نتائج تلك الحرب قد أحدثت هزة كبيرة فى الفكر الاستراتيجى سواء على جانب الدول التى خاضت الحرب أو القوى الكبرى الداعمة لطرفى الصراع وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية.. ولعل الأحداث الجسام التى مر بها العالم العربى منذ انتهاء حرب أكتوبر وحتى يومنا هذا توضح بجلاء أن سياسة الولايات المتحدة فيما بعد الحرب كانت تركز فى بادئ الأمر على امتلاك مفاتيح السيطرة على القوى الفاعلة فى الشرق الأوسط وبما لا يسمح بتكرار المفاجأة التى أحدثتها حرب أكتوبر وكادت تؤدى لصدام مروع بين القوتين العظميين بسبب تنافسهما فى دعم طرفى النزاع وتبنى كل منهما لوجهة نظر الطرف الداعم له- الولايات المتحدة الداعمة لإسرائيل.. والاتحاد السوفييتى الداعم للموقف العربى- ولعل أبرز تلك الأحداث التى تلت حرب أكتوبر هو حرب الخليج الأولى بين إيران والعراق والتى بدأت عام 1980 واستمرت حتى عام 1988.. وكانت تلك الحرب فرصة لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل لإضعاف قوتين كبيرتين فى المنطقة واستنزاف طاقاتهما فى حرب طويلة ومريرة تؤثر حتماً على ميزان القوى فى المنطقة لصالح إسرائيل، والتى يمثل أمنها وتفوقها على كل من حولها من القوى أحد أهم وأبرز ثوابت السياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط.. ثم جاء انهيار الاتحاد السوفييتى بدءاً من عام 1989 وتراجع قدراته الذاتية وقدرته على تقديم الدعم لحلفائه فى المنطقة.. وهو الأمر الذى أتاح الفرصة للولايات المتحدة لتنفرد بقيادة النظام العالمى وتفرض سيطرتها على المناطق الحيوية فى العالم عامة وفى الشرق الأوسط على وجه الخصوص.. وجاءت حرب الخليج الثانية عام 1990 حين غزت العراق دولة الكويت لتتخذها الولايات المتحدة فرصة سانحة وذريعة لإثبات قوتها وقدرتها على قيادة النظام العالمى الجديد وتوجيه الأمور فيه وفق مصالحها وتحت مظلة القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة.. فعملت على استصدار قرار من مجلس الأمن ضد العراق وفق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.. وبمقتضاه قامت بإنشاء تحالف دولى كبير بلغ 37 دولة.. واستطاعت به أن تحرر الكويت من الغزو العراقى وبتكاليف مدفوعة من دول الخليج.. وبامتيازات هائلة تتيح لها التواجد سياسيا واقتصادياً وعسكرياً وبقوة وفاعلية فى منطقة حيوية تمثل ينابيع الثروة فى المنطقة العربية والشرق الأوسط.

لواء أ.ح.م حسين عبدالرازق