رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

التاريخ يعيد نفسه.. ومع نفس الجريدة مع الأسف الشديد.. حينما كان الأخ جمال عبدالرحيم رئيساً لتحرير إحدى الصحف القومية، كان حريصاً على ألا يظهر أى عمود صحفى فيه مجرد شبهة أنه يعارض نظام محمد مرسى ولو من بعيد جداً.. وأخذت بعض الأعمدة تختفى فى حدود عمود أو عمودين كانا يظهران فى الجريدة منذ سنوات طويلة جداً.. رغم أن الموضوع عام ولا اتجاه له سواء مع السلطة أو ضد السلطة.. وبعد فترة ليست بالطويلة أدركت رئاسة الجمهورية -طبعاً بعض المستشارين مثلاً أو من يسمونهم معاونين وليس محمد مرسى البعيد تماماً عن الصحافة والإعلام والرأى العام- المهم أدركت الرئاسة أن مصادرة الرأى واختفاء بعض الأعمدة القديمة جداً خطر على النظام وصدرت التعليمات الخاصة بهذا الشأن.. ولكن الموضوع دخل فى عناد شخصى لذا انتهزت الرئاسة الإخوانية خبراً خاطئاً تم نشره "مانشيت" فى الجريدة عن محاكمة الفريق طنطاوى فتقرر إعفاء الأخ جمال عبدالرحيم من منصبه فوراً.. فى نفس اليوم.

<>

التاريخ يعيد نفسه.. يعيد نفسه تماماً فى نفس الجريدة مع نفس الكاتب.. وإن كان الوضع الآن مختلفاً فى شىء واحد فقط.. وهو أن بعض الأعمدة التى تم حجبها كانت فى تأييد وجهة نظر الدولة فى بعض الأمور فى بعض القرارات.. ويقال للكاتب كنصيحة شخصية بعيداً عن المسئولية فى الجريدة يقال له: اكتب فى الرياضة.. ارجع ثلاثين سنة للوراء وربما أكثر لكى لا يستطيع أحد أن يبرر أو يقوم بتأويل أي كلام بطريقة خاطئة.. بلاها سياسة واجتماع وأى كلام، عد إلى الرياضة بتاعتك بتاعة زمان.. استمع الكاتب للنصيحة وآخر ثلاثة أعمدة عن الرياضة!! ما رأيكم؟ هذه الأعمدة أيضاً اختفت.. رغم أنها عن مباريات مهمة جداً أقيمت فى نفس هذا الأسبوع.. وأحد طرفيها النادى الأهلي الذى أصدرت له مجلة «الأهلي» عام 1974 حتى عام 1984 حينما نصحنى أستاذى فتحى غانم أن أكتب قصصاً معينة.. هيبز ومانسون وجاكلين كنيدى ودوق وندسور.. وأصدر قراراً لى مديراً للتحرير مع الزميلين الكبيرين محمد العزبى ومحمد الحيوان.. المهم كتبت الثلاثة أعمدة عن المباراتين فى تونس فعلاقتى الطويلة بالأهلي كفيلة بأن أكتب عشرة أعمدة لا ثلاثة.. ثم قلت بلاها الأهلي وكتبت عن يوم ذكرى وفاة شخص لا يختلف عليه اثنان المرحوم محمد حسام أصغر حكم دولى فى تاريخ مصر وربما العالم.. ذكريات رياضية طريفة فإذا بالمطبعة تتوقف لرفع كل هذه الأعمدة من الصفحة ويتأخر النزول إلى السوق!! مش مهم السوق!!

كل هذا حدث خلال العشرة أيام الماضية.. خلاف العمود الذى تم نشره هنا فى عدد الخميس «الأسبوعى» الماضي!!

<>

أكتب كل هذا اليوم ليس من أجلى.. فبعد 67 عاماً فى الصحافة وأقدم عضو فى نقابة الصحفيين الآن أكتب فى ثلاث صحف لا يهمنى عمود أو أكثر، ولكن الناس تعتقد أننى كتبت ضد النظام الذى كنا نحلم به وكدت أفقد حياتى من أجله يوم 30 يونية.. الناس معزورة وأنا معذور، والأمر لله أولاً وأخيراً.