عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

فعلاً صورة مستفزة لهم لم تكد تهدأ تداعياتها لدى هؤلاء الحاقدين المتربصين «للسقطة واللقطة»، إلا وتبعتها صور أكثر استفزازاً، الرجل الذى تنحنى له رؤوس ودول واقفاً خطوة أو أكثر فى الخلف، بينما رجل مصر جالساً فى الأمام على مقعد وأمامه المكتب الفاخر بقلب البيت الأبيض، وهو يكتب ويوقع فى دفتر ضخم، كان هذا فى مطلع أبريل الماضى حين استفزت الصورة المتقولين المتربصين، الذين لا يعجبهم العجب، لا يعجبهم الهيبة التى يتمتع بها الرئيس السيسى لدى الرئيس الأمريكى ترامب، وسياسة الندية.. حتى وإن كانوا يمنحونا معونة عسكرية أو «مهلبية».

بل استفزت الصورة الـ«سى إن إن» وكتبت ما قاله مالك فى الخمر مع فارق المدح، أقصد أنها عادت وزادت، وتهكمت على ترامب واعتبرت أن وقفته خلف السيسى بها إهانة لأمريكا، وأن للسيسى «هيبة» لا تغفل، وتكررت نفس الصورة وأكثر قبل أيام، فإذا بالترحاب الشديد والحفاوة التى استقبل بها ترامب الرئيس المصرى، وهو ما تلقفته الكتائب الإلكترونية لـ«إخوانا البعدا» ومن وراءهم، وقلبوا الآية، فبدلاً من الإشادة بهيبة الرئيس رمز مصر وممثل كل المصريين لما يتمتع بها من احترام وحفاوة حتى لدى رجل يكيل العداء للعرب عامة وللمسلمين خاصة، تهكموا وسخروا وقالوا إن مصر بتشحت من أمريكا وتنتظر معونتها التى تمنعها وتمنحها، تركوا الأهداف التى سعى السيسى لتحقيقها مع أمريكا، وتصدروا فى «الفارغة»، قالوا كلاما لا يدل إلا على نفوسهم المريضة الكارهة ليس لشخص الرئيس فقط بل لمصر والمصريين لأنهم يتمنون إحراقنا وإبادتنا فلا يبقى سواهم وأتباعهم من الطفيليات التى تحاول امتصاص دمائنا، وتخريب اقتصادنا، وبث الأمراض النفسية والأحقاد بيننا، وتفرقتنا فى قضايا تبعد بنا عن العمل والتنمية.

لا أعرف متى كانت هيبة إنسان واحترام آخرين له سلاحاً يضرب به – رد الله أسلحتكم لنحوركم – أولاً يدرك هؤلاء أن الاحترام الذى يتمتع به السيسى لدى ترامب وغيره من رؤساء وملوك العالم هو هيبة لمصر تستردها بعد اهتزازات خطيرة، وأن هيبة الرئيس أو القائد لمجتمع ما له دور مهم فى حياة الشعوب، وفى قيادة وتحقيق مصالحهم السياسية والاقتصادية لدى الدول الأخرى، لأنه قوى وذو شخصية ويتمتع بثقة الآخرين فيه وفى قيادته وقراراته، وأن تلك الهيبة لا يستمدها أى رئيس أو قائد من فراغ، بل من الحكمة والكياسة والفراسة والرؤية السليمة، بعيداً عن الفردية والمزاجية الفوقية التى تخدم مصالحه هو فقط وتقف حاجزاً أمام تقدم وتطور شعبه، يتجاهل هؤلاء أن العالم يتعرف على معايير تقدم وسلوكيات الشعوب من خلال زعمائهم وقادتهم، وهى هيبة تختلف تماماً أو تكاد تنعدم وتتلاشى لدى رؤساء يحملون فكراً طائفياً أو مذهبياً أو قومياً عنصرياً أو نفساً عدائية.

أيها الطفيليات لا تنسوا أن نظرة واحترام العالم لأى رئيس لا تستمد فقط مما يظهره شعبهم من تصفيق وتأييد عبر لقاءات أو تجمعات تظهر عبر شاشات التلفاز، لكنه احترام مستمد من حقائق مفرداتها قوة الإرادة، الندية فى التعامل، عدم الانحناء لاشتراطات وضغوط دولية، عدم التفريط فى مصالح بلده مقابل أى مصالح أخرى، وقبل كل هذا العمل، العمل بجدية من أجل هذا البلد حتى لو كانت ثمار هذا العمل على المدى البعيد أو المتوسط، أيها الطفيليات لهذه الهيبة التى تسخرون منها ثمنها، ومردود ثمنها سيكون لنا نحن المصريين، وثمنها دفعه الرئيس من جهده ووقته وفكره، ومن حربه التى لم تنته مع ذمم خربة وفسدة لا يريدون لمصر أن تتعافى أو ترفع رأسها.

[email protected]