عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى الأسبوع الماضى ذكرت للسادة القراء فى نهاية مقالى «أن الثقافة والفنون فى مصر بدأت بمبادرات فردية وأنه آن الأوان لكى ينتج المجتمع المدنى ثقافتة وفنونه بعيدا عن القوالب الحكومية» وأن على الحكومة المصرية ممثلة فى وزارة الثقافة والسياحة والاستثمار أن تعمل على تشجيع المبادرات الفردية فى عالم الفنون والثقافة.

والحقيقة أن عائلة ساويرس هى العائلة الوحيدة تقريبا التى تعمل فى مجال المال والأعمال والتى اهتمت بأن تقدم أكثر من مبادرة ناجحة فى عالم الثقافة.

ولكن كانت كل الفعاليات والمبادرات تتم على استحياء وبمبالغ صغيرة، لذلك كانت إقامة مهرجان سينمائى مصرى فى قرية الجونة البعيدة آلاف الأمتار عن القاهرة هى الأجرأ والأكثر تكلفة والأكثر اثارة للجدل وقد ظهر ذلك منذ اليوم الأول وردود الفعال وحجم الاهتمام الذى أبداه المصريون جميعاً لهذا المهرجان وكان ذلك دليلاً على أهميته ونجاحه أيضا. والحقيقة أن مهرجان الجونة كان مغايراً ولافتاً لأغلب المهرجانات المصرية من حيث المكان والتنظيم وعدد الضيوف والضجيج.

وأيضا وهذا هو الأهم هو المهرجان الوحيد البعيد عن السبوبة التى أصبحت تدين أغلب المهرجانات التى تقام فى مصر والتى جذبت المغامرين والباحثين عن الشهرة والمكسب المادى دون خبرة أو دراية بهذا العالم الكبير وكم عشنا وسمعنا عن المهازل يقوم بها بعض محترفى المهرجانات وسمعنا وعرفنا أيضا عن بهدلة ضيوف مصر فى المهرجانات الجهجهونية التى يقوم بها البعض الذى يبحث عن دور أو ضوء أو أشياء أخرى دون أى مقومات تقنية أو معرفية.

لذلك كان مهرجان الجونة مهرجان ملفتاً ومهماً هو لأن أصحابه هم الذين يقومون به ولأنهم بالطبع يريدون النجاح ولأن أغراضهم نبيلة، فالمهرجان من أجل دفع صناعة السينما ومن أجل الترويج للسياحة حتى وإن ابتغوا منه الترويج لقرية الجونة التى يملكونها والمعروفة عالمياً بالفعل فلا ضير من ذلك حيث إن مصر تحتاج هذه الأيام كل الجهود وبشدة.

إذن هو مهرجان تحركه النوايا الطيبة ولا تحركه السبوبة.

وحتى الآن وأنا كتب هذه الكلمات كانت أغلب التعليقات كلها مشجعة وإن انصبت كلها على حفل الافتتاح والتنظيم والضيوف والفساتين والتقديم! ولكن نجاح المهرجانات ليست بحفل الافتتاح وماذا حدث وماذا جرى أو آخر صيحات الموضة، فقط بل إن هذه الأشياء هى الواجهة أو الإطار، ولكن يقاس النجاح بمدى تأثيرها على صناعة السينما فهل ستقدم منح للشباب ليكون مهرجاناً فاعلاً، وكم عدد الأفلام الجيدة التى ستعرض فى المهرجان من السينما العالمية أن وجود المهرجان فى الجونة يجعل تأثيره لمحبى السينما خارج الجونة والغردقة ضعيف لذا نأمل أن يستطيع القائمون على المهرجان إبرام اتفاقيات لشراء حق عرض بعض الأفلام الأجنبية الجديدة ولو لمدة محدودة لتعرض فى القاهرة والإسكندرية وأسوان والأقصر فى صالات العرض السينمائية المملوكة للقطاع الخاص أو فى قصور الثقافة أو فى بعض المراكز الحكومية التى يعرض فيها الأفلام الحديثة حتى تعم الفائدة.

أما اللغط الذى حدث نتيجة تلفظ أحمد الفيشاوى بلفظ رائحته كريهة ولم يكن من اللائق التلفظ به على خشبة المسرح فقد حدث ما حدث واعتذر الشاب فى نفس اليوم، ومن العجيب أن البعض انبرى بعنجهية يطالب بحرمانه من المهرجانات أو محاكمته فهذا عبث لا يليق! أنه فنان والفنان لا يعمل عند أى جهة ما! ولكنه يعمل من أجل فئة وجمهوره وإذا عاقبه جمهوره فهذا هو العقاب الأكبر الذى لا أتمنى أن يطوله مرة أخرى، إنه ممثل موهوب عليه أن يحمى موهبته من نفسه.