رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

غالباً ما تقودنا الظروف إلى الاستماع لأراء وأفكار لا نستطيع قبولها على الإطلاق، أو كما يقال لا يمكن بحال من الأحوال أن نبلعها، وإذا بلعناها مضطرون لا نقدر على هضمها، ربما لشذوذ هذه الأفكار أو لغرابتها، أو لأننا نستشعر أن قائليها يسخرون منا أو يضحكون على ذقونا، من هذه الأفكار التي لا يمكن قبولها أو فهمها أو بلعها أو هضمها أو حتى تصريفها، مطالبة بعض رجال الأعمال الحكومة بحماية الصناعات المحلية من الإغراق، وذلك بوقف الاستيراد أو بفرض رسوم على المستورد لكي يباع في السوق بسعر المحلى أو بأسعار مقاربة للمحلى ، والحقيقة أن الحكومة تستجيب بشكل كامل لهذا المطلب ، كما أن بعض الوزراء يتولون هذا الملف بعناية كبيرة ، ولا تفوت مناسبة مع وسائل الإعلام إلا ويشددون على حماية المنتج المحلى، وقد سمعت العديد من رجال الأعمال وبعض الوزراء وهم يتعاطونه، وفهمت منهم أن حماية المنتج المحلى يعد هدفا قوميا، كما أن صيانته فيه حماية للأمن القومي المصري، وأن فتح باب الاستيراد على مصراعيه يدمر القاعدة الصناعية.

للأمانة أقر بأنني لا أفهم كثير ولا قليلا في التجارة والحسابات والبيزنس، لكن ما أعرفه أنا وغيري من عامة الناس، أن مصر ليس بها صناعة كبيرة، وأن أغلب ما يتم إنتاجه محليا يأتي في إطار التجميع، حتى أن البسطاء أمثالنا يرون أن المدخلات المحلية في الصناعات الأجنبية ضعيفة ورديئة وسيئة، ويمكن أن تقول أنها أسوأ ما فى المنتج، من هنا ينصحوننا بشراء المستورد لأنه أفضل وأجود.

وبعد أن تم فتح الأسواق أمام الاستيراد مع تفعيل اتفاقية الكويز، تأكد لنا أن البلدى لا يؤكل، وأن المستوردة، حتى من الدول العربية، ليس أفضل في الجودة فقط بل وفي الأسعار كذلك، حيث أنه أرخص بكثير من السلع المحلية، فما بالكم إذا كانت السلع المستوردة صناعة أوروبية، بالطبع ستكون أفضل وأجود وأمتن وأجمل وأرخص، نأخذ على سبيل المثال : الأدوات الكهربائية، الملابس الأوروبية، الفول المدمس، القصافة التي نهذب بها أظافرنا، لو قارنا من حيث الجودة المستورد أفضل بكثير، ولو نظرنا من حيث الأسعار أيضا الأجنبي أرخص، والحقيقة نحن لا نعرف السبب وراء هذه الفروق بين التجميع المحلى والمنتج الأوروبي، خاصة وان المكونات واحدة في نفس السلعة، إضافة إلى خاصية هامة جدا يمتاز بها المحلى ولا تتوفر بالمستورد، وهى انخفاض أجور العمالة المصرية، وأمام جميع هذه المميزات ما الذي يجعلني أن اشترى المحلى الأسوأ والأغلى سعرا؟، هل لأن مصر أمي وخالتي وعمتي وجارتي؟، الذى لا يحترمنا ولا يقدرنا المفترض أن نهينه.

[email protected]