رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاوى

كارثة حقيقية تتعرض لها البلاد حالياً، وهى انتشار ظاهرة الفتاوى الدينية على الفضائيات بشكل مخيف؛ لأنها فى الغالب تصدر عن أشخاص غير مؤهلين للفتوى، أو أن تصدر عن مؤهلين لا يعرفون لمن توجه الفتوى، فقد تكون فتوى موجهة لفئة من الناس، ولا تصلح لأن يتلقفها العامة، وبالتالى تسود حالة من الفوضى والاضطراب داخل المجتمع، وتكون عواقبها وخيمة أبسطها إثارة الفتنة بين الناس.

اتركوا الفتوى لأهلها وفى مكانها الطبيعى؛ حيث لا يجوز بأى حال من الأحوال أن نرى الفضائيات والصحف تخصص مساحات لكل من هب ودب لإصدار الفتوى، دون علم ودون معرفة لمن توجه هذه الفتوى، فما يقال للعامة لا يقال للخاصة، وما يقال للبسطاء لا يجوز للمتعلمين. والغريب والشاذ فى الأمر، أننا نجد من يقوم بإصدار فتاوى فى أمور أكثر غرابة، بهدف الشو الإعلامى، وحتى يشار بالبنان لمطلقها.

خطورة هذه الفتاوى أنها كما قلت من قبل تُحدِث فتنة فى المجتمع، وتصيب الكثيرين بالإحباط واليأس، لماذا لا يتم ترك الفتوى للعلماء بالأزهر الشريف من أهل التخصص وما أكثرهم لدينا، وبعيداً عن وسائل الإعلام، ثم تنشر الوسائل الإعلامية ما يخرج عن العلماء المعتمدين المؤهلين للفتوى، أما مناقشة الفتوى وإطلاق العنان لها على شاشات الفضائيات فهذا مرفوض جملة وتفصيلاً.

لقد وصل بالفضائيات أنها تردد فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان، مثل ما يردده من يطلق على نفسه مفتى أستراليا الذى أحلَّ شرب الخمر، زاعماً أن الآيات القرآنى لم تحرم تناول الخمر، فلا يجوز أن يتم ترديد مثل هذه الفتاوى الشاذة وغير الطبيعية التى تعد صادمة للمجتمع وغير منطقية ومخالفة لإجماع جمهور العلماء.

كفى استهتاراً بالناس، وكفى فوضى فى إطلاق العنان للفتاوى الغريبة والشاذة التى تلهب نفوس الناس، وتتسبب فى كوارث فادحة تؤدى إلى فتنة حقيقية بين جموع الناس.

[email protected]