رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

لعن الله المكايدة السياسية التى أعمت العيون وخربت العقول وصارت سمة غالبة للخطاب الإعلامى والاجتماعى.. ومظهرا للشقاق وحالة الاستقطاب البغيضة التى أفرزتها سنوات ما بعد ثورات «الخريف العربي».. تلك الحالة التى كانت فى حد ذاتها هى أحد أهداف هذا الطوفان الإعلامى الهائل الذى اجتاح مجتمعات تلك الدول المستهدفة بمؤامرة التقسيم الشيطانية الكبرى المغلفة بشعارات جوفاء حول الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان.. بينما كان القصد منها هو إضعاف هذه المجتمعات وإنهاكها وإغراقها فى دوامات الجدل والمزايدة والخلاف والتناحر.. وصولا إلى الهدف الأكبر.. وهو القضاء على هذه الدول نفسها وتقسيمها إلى كيانات طائفية وعرقية متصارعة.. وضعيفة ومنعدمة التأثير والوجود.

< منذ="">

عادت غربان «إعلام الخيانة» تنعق من جديد حول اللقاء المعلن الذى عقده الرئيس عبدالفتاح السيسى فى نيويورك مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو.. معتبرة أنه «خيانة للقضية الفلسطينية» و«ترسيخ لتطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني».. وغير ذلك من «الاتهامات المعلبة» التى فقدت صلاحيتها للاستهلاك ولم يعد لها معنى أو قيمة.. فى زمن لم يعد أحد يتحدث فيه عن «إغراق دولة الاحتلال الإسرائيلى فى البحر».. أو عن «إقامة الدولة الفلسطينية على كامل الأراضى العربية المحتلة وعاصمتها القدس».. أو ما شابه من التصورات والشعارات الوهمية الرنانة التى لم يعد الفلسطينيون أنفسهم يرددونها.. لا هم ولا غيرهم من كل الأطراف المعنية بالصراع العربى الإسرائيلى.

<>

يجتمعون على طاولات المفاوضات مع الوفود والقيادات الإسرائيلية من أجل التفاوض على الحل العادل والشامى لقضيتهم.. وهو ما يرون الآن.. وترى معهم دول العالم كله.. أنه الحل المتمثل فى إقامة دولتين على أرض فلسطين.. إحداهما فلسطينية والأخرى إسرائيلية.. وصولا إلى إيجاد تسوية نهائية للصراع فى المنطقة وفقا للشرعية الدولية.

كيف يمكن أن يتحقق ذلك إلا بمفاوضات ومباحثات ولقاءات بين كل أطراف الصراع؟.. وكيف يمكن تصور ألا تكون مصر طرفاً أصيلاً فى أى ترتيبات تخص القضية الفلسطينية؟.. وهى التى أخذت على عاتقها دائما بذل كل الجهود والمساعى فى سبيل التوصل إلى الحل العادل والدائم لهذه القضية.. من خلال دعم جميع المبادرات واللقاءات الهادفة إلى استئناف المفاوضات بين الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى.. وهو ما تمهد له القاهرة الآن من خلال دفع جهود المصالحة بين الفصائل الفلسطينية بما يقوى من موقفهم التفاوضى من أجل إقامة دولتهم.. وقد اقترب تحقيق ذلك بالفعل.. بفضل ما تحظى به مصر من ثقة وتحولها من دور المنسق لهذه المصالحة إلى دور الضامن لالتزام أطرافها بتعهداتهم واتفاقاتهم.

< لكن="" «المكايدين»="">

يتعامون عن كل هذه الحقائق.. ولا ينظرون إلى اللقاء إلا من باب محاولة الإساءة للقيادة المصرية.. والتذكير والمقارنة بين هذا الموقف وبين الهجوم الإعلامى العنيف الذى تعرض له «المخلوع محمد مرسي» عندما تم تسريب صورة رسالة التهنئة التى بعث بها إلى رئيس الوزراء الإسرائيلى.. ووصفه من خلالها بـ«الصديق».

وهذا مردود عليه بأن القضية لم تكن وقتها مقصودا بها استنكار وجود اتصالات بين رئيس مصر والمسئول الاسرائيلى.. حيث المعلوم أن الجانبين تربطهما معاهدات واتفاقات رسمية.. ومنصوص على الالتزام بها فى الدستور الذى تم على أساسه انتخاب «مرسي».. لكن ما كان مقصودا هو استنكار التضليل فى الخطاب السياسى للحكم الإخوانى البائد.. والازدواجية فى مواقفه.. حيث يرفع فى العلن شعارات العداء للإسرائيليين ويهتف «حنجورية عشيرته» فى مظاهراتهم :»ع القدس رايحين.. شهداء بالملايين».. بينما يختلف الموقف «فى السر» حيث يخطب رئيسهم ود القيادات الإسرائيلية ويسعى إلى صداقتهم!

< الفرق="">

بين رئيس يتحرك رسمياً وعلنياً فى إطار إدراكه لمسئوليته ودوره الإقليمى واعتبارات أمن بلاده القومى.. وآخر يمارس الدجل والتضليل السياسيين ويفعل ما لا يقول.. ولا وجه هنا للمقارنة مطلقاً.. لكنها مثلما قلنا فى البداية: «المكايدة» الغبية والملعونة.