عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

أعلم أن الجهة المنوط بها إصدار الفتاوى الشرعية فى كل مجالات العبادات والمعاملات الإسلامية هى دار الإفتاء المصرية ولست أدرى من أعطى جهات أخرى سلطة إصدار الفتاوى سواء كانت مؤسسات أو أفراداً؟ وهل كل شيخ معمم أو غير معمم ينتمى للأزهر الشريف لديه ترخيص بالفتوى؟ إذا أردنا الحقيقة نحن أمام ظاهرة «فوضى الفتاوى» خاصة المثيرة للجدل والتى تصبح مادة جاذبة للإعلام! وتكمن خطورة الأمر فى تعدد وجهات النظر والآراء التى تأخذ ثوب الفتوى الشرعية لدرجة أن بعض الفقهاء يقولون اختر ما يرتاح له قلبك والوزر على من أصدر الفتوى إذا كان هناك وزر والفكرة هنا أن البسطاء يتلقون الفتوى على أنها أمر مسلم به ولا نقاش فيه وأتصور أن التعددية فى الأمور الشرعية قد تحدث نوعاً من الخلل فى تكوين الرأى السديد بشأن القضايا المطلوب التعرف على موقف الدين منها وإذا تعددت الفتاوى واختلفت التفسيرات بشأن قضية ما حدث اللغط واختلطت المفاهيم وتاهت الحقائق عكس ما يقال إن الاختلاف رحمة!

الشىء نفسه بالنسبة لإصدار فتاوى بشأن تناول موضوعات غريبة وشاذة مثل حق الرجل فى جماع زوجته المتوفاة وهو أمر لا يقبله العقل والأخلاق لتعارضه مع الإنسانية! كذلك ما قيل إن بعض الفقهاء أجازوا معاشرة البهائم أو جواز تصوير ما يحدث بين الرجل وزوجته كبديل عن مشاهدة الأفلام الإباحية؟ ولماذا التركيز على الأمور الجنسية ألا يوجد فى ديننا من قضايا ومعاملات غير الجنس والمتعة الحسية؟ إن مثل هذه الأطروحات ليست عفوية أو تأتى صدفة إنها محاولة لتدمير العقل الجمعى للمجتمع وحصر التفكير فى موضوعات تصادر حق المتلقى فى أن يفكر فى إيجاد حلول لمشاكله الحقيقية من غلاء وسوء بعض الخدمات أو التفكير فيما يدور حوله من مخططات تستهدف الدولة المصرية من خلال نسف الاستقرار المجتمعى ولماذا نصدر للآخر صورة سيئة عن ديننا الحنيف؟ وهل تابعتم كيف تناولت وسائل الإعلام الغربية هذه البذاءات لهدم الدين الحنيف لماذا نقدم لعدونا مادة سهلة لكى يضربنا بها فى مقتل؟ هل هذا هو تجديد الخطاب الدينى الذى طالب الرئيس السيسى؟ لقد فهم البعض منا أن التجديد يعنى الدخول فى بحث قضايا لن نخرج من بحثها إلا ونحن مدمرون وهو المطلوب لأن المتربصين بنا سواء فى الداخل أو الخارج يتعمدون تفسير كلمة (تجديد) على أنها (تغيير).

نحن أمام مخطط خطير تتبناه فئة ضالة من الظلاميين الذين نبذهم المجتمع ويحاولون العودة للصورة من خلال نشر الأفكار الضالة فى شكل فتاوى لن يستفد منها المجتمع ويعتمد هذا المخطط على تسخير وسائل الإعلام فى إشغال المصريين بقضايا جانبية لا ترقى لمستوى طرحها نهاراً جهاراً فى شاشة التليفزيون الذى يدخل كل بيت، إنها عملية إفساد مع سبق الإصرار والترصد لتسطيح وعى أمة بأكملها وإن طرح وتداول هذه البذاءات فى وسائل الإعلام من خلال البرامج الحوارية وبرامج التوك شو المسائية التى يتابعها الملايين من جمهور المتلقين أمر يحمل الإعلام نفس مسئولية من يصدر هذه الفتاوى الضارة بأخلاقيات وسلوك المجتمع ويحمل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مسئولية حماية أخلاق الجمهور ويحث نقابة الإعلاميين – تحت التأسيس – على سرعة إصدار ميثاق الشرف الذى تم وضعه مؤخراً بمعرفة مجموعة من خبراء الإعلام وأساتذة الجامعات لضبط أداء الإعلام!