رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القسوة، مطلوبة أحياناً، حتى بين الآباء والأبناء. حينما لا يجد الأب وسيلة لإصلاح ابنه العاق، فليس أمامه غير استعمال القسوة، لكى يصلح من شأنه.

أقول هذا بمناسبة التقرير الأخير الصادر عن منظمة حقوق الإنسان الأمريكية، المسماة هيومان رايتس ووتش «Human Rights Watch»، فقد أساءت تلك المنظمة إلى مصر فى تقريرها، بزعم أن هناك تعذيباً لبعض السجناء بالسجون المصرية، وكذا فى أقسام الشرطة وأماكن الاحتجاز. ونتيجة لهذا التقرير السيئ، اتخذ الكونجرس الأمريكى قراراً مضمونه خفض المعونة الأمريكية المرسلة لمصر.

ما أريد أن أقوله، إنه -بصرف النظر عن صدق هذا التقرير من عدمه- لا توجد دولة فى العالم لا تضطر أجهزتها الأمنية لاستعمال القسوة مع بعض المجرمين، خاصة عتاة الإجرام والجواسيس والإرهابيين، فهذا الصنف من المجرمين لديه من الخطورة ما يجبر الأجهزة الأمنية على استعمال القسوة لإجبارهم على الاعتراف بمن يقف وراء جرائمهم، سواء المدبر أو المخطط أو الممول، فهذا النوع من المجرمين يتم تدريبهم -فى الغالب- على عدم الاعتراف خاصة بمن يقف وراء جرائمهم، إلا إذا مارست الأجهزة الأمنية معهم شيئًا من القسوة والعنف.

أمريكا نفسها مارست هذا النوع من القسوة والعنف حينما تعرض أمنها وأمان مواطنيها للخطر، وخير شاهد ودليل على هذا هو «سجن غوانتانامو» الشهير، فقد مارست أجهزة الأمن الأمريكية فى هذا السجن الكثير من القسوة والعنف ضد المحبوسين هناك، ونفس الشىء يحدث لدى باقى دول العالم إذا ما تعرض أمنها وأمان مواطنيها للخطر. فى مثل هذا النوع من الجرائم الخطرة التى تمس أمن الدولة وأمان المواطنين، تضطر الأجهزة الأمنية إلى الحزم فى التعامل مع هؤلاء المجرمين للوصول إلى المخطط والممول والهدف من وراء الجريمة، حتى تضع الدولة يدها على كافة خيوط الجريمة حماية لأمنها وأمان المواطنين.

وليس معنى كلامى أن تهدر الدولة -أى دولة- حقوق الإنسان لديها، فلكل إنسان الحق فى حياة كريمة والمعاملة الطيبة، ولكن هذا الحق مرهون بألا تتعلق الجريمة بأمن الدولة وأمان مواطنيها، فهذا الأمر معروف ومعمول به. من هنا، فإنى أتصور أن التقرير الأخير لمنظمة هيومن رايتس ووتش الأمريكية قد جانبه الموضوعية والصدق، لإظهار مصر أمام العالم أنها لا تحترم حقوق الإنسان، وهذا أمر بعيد تمامًا عن الحقيقة، اللهم إلا إذا كانت هناك جرائم تمس أمنها وأمان مواطنيها، فلا يتصور عقلاً أو منطقًا أن يطالب أحد بحقوق الإنسان مع شخص أباح لنفسه إهدار حق إنسان آخر، سواء بقتله ذبحًا، أو حرقًا، أو رميًا بالرصاص.

وغنى عن البيان، أن تقرير هيومن رايتس ووتش الأخير، لم يحقق هدفه فى إساءة العلاقات المصرية الأمريكية، فيحمد للرئيس الأمريكى دونالد ترامب أنه بادر بالاتصال فور صدور هذا التقرير بالرئيس عبدالفتاح السيسى وتفاهم معه فى هذا الأمر، وتم إنهاء الخلاف وتقريب وجهات النظر، بدليل أن المناورات المصرية الأمريكية المعروفة بالنجم الساطع قد بدأت فى موعدها المقرر فى الأيام القليلة الماضية وستستمر حتى نهاية 20 سبتمبر الجارى فى قاعدة محمد نجيب بالصحراء الغربية، وهذا خير دليل على حسن العلاقات بين مصر والإدارة الأمريكية الحالية.

خلاصة القول، إن هناك من الجرائم التى لابد فيها من استعمال القسوة والحزم مع مرتكبيها، وهذا الأمر معمول به فى كافة دول العالم شرقًا وغربًا وشمالاً وجنوباً.

وتحيا مصر.