رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

ما الذي يجمع الغريمين.. تركيا وإيران.. على أرض واحدة.. قطر.. رغم ما بينهما من «عداوات استراتيجية» تاريخية وحروب طويلة حول الأراضي والنفوذ والثروات؟!

•• «ملالي طهران»

يقلقهم ويزعجهم جدا الدور التركي في حلف الناتو.. ويتربصون لتحركات تركيا في مناطق النفوذ المستهدفة من البلدين في القارة الآسيوية.. بينما يشعر نظام «أردوجان» الإخواني بالرعب من النفوذ الإيراني المتزايد.. خاصة بعد توقيع طهران اتفاقها النووي.. وهو ما يعتبره المراقبون الدوليون «نوعا من الاختراق في علاقات إيران مع الغرب وأمريكا بصورة يمكن أن تؤثر على الأوضاع السياسية في القارة الآسيوية والمنطقة الشرق أوسطية».. كما تؤثر على القضايا المثارة داخل المنطقة العربية.. والتي تتباين وتتعارض مواقف الجانبين تجاهها.

ومع ذلك اجتمعت الدولتان على موقف واحد.. الى درجة الدفع بجيوشهما لمساندة حكام الدوحة عسكريا.. وأيضا تبادل الزيارات الرسمية بين عاصمتيهما.. وصولا الى التوقيع في أواخر الشهر الماضي على ما أسمياه «اتفاقية تعزيز التعاون العسكري ضد تنظيم داعش الإرهابي»..(!!)

•• لماذا؟

إيلان بيرمان نائب رئيس مجلس السياسة الخارجية في واشنطن وخبير الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.. كتب مقالا مهما منذ أيام أجاب فيه عن هذا السؤال.. وإجابته هي أن طهران وأنقرة في طريقهما لإقامة حلف استراتيجي مضاد لمسألة «استقلال الأكراد».. حيث سيجري أكراد العراق في 25 سبتمبر الجاري استفتاء رسميا على استقلال إقليم «كردستان» العراق الشمالي الممتد بين حدود إيران وتركيا التي تعيش فيها أقلية كردية يخشيان انضمامهما الى الكيان «المستقل» عن العراق لتأسيس الدولة الكردية.. تلك الدولة المخطط لها ضمن «مؤامرة تقسيم الشرق الأوسط الجديد».

•• من قبل

نبهنا الى خطر داهم قادم.. وهو أن «انهيار داعش المزعوم» قد يكون نهاية مرحلة وبداية مرحلة أخرى لا تقل خطورة في إطار مخطط التقسيم الدولي الشيطاني للمنطقة.. حيث ينتهي دور «داعش».. ويأتي دور «قوة أخرى» أكثر خطرا وتطرفا.. تقود المنطقة الى الهدف الأشمل.. وهو إشعال حرب طاحنة تقود الى «التقسيم».. كما نبهنا الى أن السيناريو الأخطر هو النفخ في كير الأطماع الإقليمية لإشعال حرب بين القوى السنية والشيعية.. وربما الكردية أيضا.. تكون نواة لانفجار إقليمي كبير.

وأشرنا في ذلك الى ما تحدث عنه وزير الخارجية الأسبق المخضرم هنري كيسنجر حول النزاع العرقي الطائفي القادم على إرث الأراضي التي تم تحريرها من سيطرة «داعش».

•• وها هي الصورة

تبدو أكثر وضوحا فيما اشار إليه «بيرمان».. حيث «يتولد لدى الأكراد شعور بتعاظم «إمكاناتهم السياسية» انطلاقا من «الدور الحاسم والفعال للميليشيات الكردية في الحرب ضد تنظيم داعش».. والذي «نالوا من أجله تقديرا- إن لم يكن دعما تاما- من الولايات المتحدة وقوى أخرى».. وهو ما يثير شهواتهم لتحقيق «حلم الاستقلال» والفوز بإرث الأراضي المحررة.

وفي المقابل تتعاظم أطماع إيران في تلك الأراضي.. سعيا لشد «الحزام الإقليمي الشيعي» الممتد من طهران إلى بيروت، وتأسيس «الإمبراطورية الراديكالية الإيرانية».. وفقا لرؤية «كيسنجر».. بينما لن تسمح تركيا وغيرها من دول «الائتلاف السني» بهيمنة إيرانية على هذه المنطقة الاستراتيجية.. حتى وإن كانت أنقرة وطهران تتحالفان من أجل التصدي للتمدد السياسي الكردي وقمع أي طموحات كردية محتملة على أراضيهما.. وهو التحالف الذي يراه «بيرمان» هشا ومؤقتا و«قد لا يتعدى بداياته بالنظر الى العداء التاريخي بينهما».

•• وما شأن قطر بكل هذا؟

أقول لك: قطر هي «لاعب الميدان الأساسي» الذي تحركه أذرع القوى الإمبريالية في لعبة «مشروع التقسيم» التي تقوم استراتيجيتها على افتعال حالة «اهتراء سياسي» وفوضى مذهبية وعرقية في دول المنطقة.. سيكون اللغم الكردية إحدى أدواتها التي توفر «المشروعية» لعملية التقسيم.. والتي من أجلها تجتمع على الأراضي القطرية جيوش أمريكا وتركيا وإيران.. وستلحق بها جيوش أخرى.. إذا لزم الأمر.