رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عندما تريد أمة أن تتقدم لابد أن تتخذ إجراءات عاجلة وحاسمة. وأن يكون المسئولون فيها لديهم الرغبة فى الإصلاح ومكافحة الفساد والبيروقراطية المميتة.. فعلي مدار 3 أيام مررت بتجربة مع الروتين والبيروقراطية وعدم اللامبالاة من قبل وزارة التربية والتعليم والبريد المصري، هذه التجربة تؤكد أنه لا أمل في إصلاح هذه الدولة طالما أن المسئولين الكبار حبيسو مكاتبهم.

هذه الواقعة رغم أنها شخصية لكن وقع فيها الآلاف من أولياء الأمور والحكاية أن ابنتي حصلت علي الشهادة الابتدائيه ورغم أن المدرسة خاصة، إلا أن إدارة المدرسة لها مبنيان، الأول للمرحلة الابتدائية تابع لإدارة العمرانية التعليمية والمبني الثاني إعدادي وثانوي تابع لإدارة بولاق الدكرور، ويفصل بين المبنيين شارع فيصل وكنت أعتقد أن نقل الأوراق من هذا المبني إلى المبني الثاني سيتم أتوماتيك أو بناء علي طلب من ولي الأمر واتجهت فقط لسداد المصروفات.

وعندما ذهبت إلى المدرسة فوجئت بالمأساة التالية: عليك أن تقوم بعدد من المراحل حتي يتم النقل، المرحلة الأولي أن تحصل علي 4 ورقات طلب تحويل من المبني الابتدائي، والمرحلة الثانية التوجه بهذه الأوراق الأربع إلى إدارة العمرانية التعليمية التي تطلب منك عمل حوالة بريديه بمبلغ 28 جنيهاً، والمرحله الثالثة تذهب إلى مكتب بريد العمرانية الشرقية فتجد الطامة، مكتب البريد صغير وطابور طويل علي شباك واحد فقط في الشمس الحارقة وعندما طلبنا فتح شباك آخر رد الموظف بأنه لا يوجد موظفون، واكتشفت أن الحولات ليست فقط للإدارة التعليمية ولكن لمديرية التموين وكل المصالح الحكومية وبعد أكثر من ساعتين في الطابور تم عمل الحوالة ولكنها أصبحت بـ 36 جنيهاً رغم أن المكتوب فيها 28 جنيهاً وتبين أن هيئة البريد تحصل علي 8 جنيهات عمولة لإتمام هذه الحوالة أي أغلي من أي بنك.

وتوجهت إلى إدارة العمرانية - ناهيك عن الوضع المأساوي الذي يعمل فيه الموظفون- إلا أن الموظف أخذ الحوالة وطلب الحصول علي بيان النجاح وختم الأوراق الأربع وطلب الموظف أن نأتي اليوم التالى لاستلام البيان وبالفعل حضرت في اليوم التالي -وهي المرحلة الرابعة- وكان الطلب جاهزاً وكان علي ختم الأوراق الأربع بخاتم الإدارة، فالختم المربع في الدور الرابع في الإدارة ولكن كان «ختم مربع» علي استمارتين فقط، ثم نزلت إلى الدور الثالث ليتم التوقيع عليه من مدير الإدارة ثم إلى الدور الثاني للختم بختم النسر علي الاستمارتين.

وبدأت المرحلة الخامسة بعدما توجهت وفقاً للتعليمات إلى مبني المدرسة الآخر التابع لإدارة التربية والتعليم للحصول علي موافقة مديرة المدرسة علي قبول الطلب وهو ما تم.

أما المرحلة السادسة وهي الأصعب فهي مرحلة ختم الأوراق من الإدارة التعليمية لحي بولاق الدكرور، الإدارة في منطقة اسمها مدينة علام بجوار مطافي بولاق الدكرور ومركز شباب زنين.

وبالفعل وصلت إلى هناك بعد معاناة وغياب تام لرجال المرور في هذه المنطقة وفوضي كبيرة تحت محور صفط اللبن في نهاية شارع العشرين لا تعرف أي اتجاه للسير، سيارات تتقابل مع بعضها وتكاتك وسيارات نص نقل لنقل الركاب وسيارات بدون أرقام، ولكن الكارثة أن هذا المبني للحصول علي الختم المربع والتوقيع علي الاستمارتين الأخيرتين.

وعليك التوجه إلى مبني آخر في أول شارع فيصل بجوار مرور فيصل للحصول علي ختم النسر علي الاستمارتين بغض النظر عن بعد المسافة بين المبنيين، لكنها المرة الأولي في حياتي يكون المسئول في مبني والختم في مبني آخر، وبالفعل توجهت إلى المبني الآخر بعد معاناة في طرق لا يجوز أن تكون في مدينة الجيزة وبالفعل حصلت علي الختم.

ثم توجهت إلى المدرسة الابتدائي في المرحلة الأخيرة وحصلت علي الملف ولكن كان اليوم انتهي وفي اليوم الثالث ذهبت لتسليم الملف إلى المدرسة الإعدادي.

3 أيام ضاعت بسبب أختام وأوراق رغم أن المدرستين تحملان نفس الاسم ومملوكتان لشخص واحد ولا يفرق بينهما إلا شارع، إلا أن الروتين الحكومي ورغبة الحكومة في تعذيب الناس هي التى صنعت هذه المأساة رغم ما تعلنه عن الحكومة الذكية والحكومة الإلكترونية والتي تم صرف مليارات الجنيهات عليها وأين شعار تبسيط الإجراءات الذي رفعته الحكومات منذ 20 عاماً.

هذه الواقعة أهديها لوزير التعليم الذي لا أعرف اسمه وإلي المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء حتي يعرف كيف تدار أمور الناس في ظل حكومته.