رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

أخشى أن يطالبني أحفادي اليوم بالعيدية.. ولكن بالدولار!! إذ أحدهم قال لي: مصاريف المدرسة الآن بالدولار.. وكل ما تشتريه يتحدد الآن بسعر الدولار.. وكل القروض والمساعدات التي تحصل  عليها مصر من الصناديق الدولية والاقليمية وأيضاً من الأشقاء بالدولار.. لماذا  يا جدي لا نحصل على العيدية الآن بهذا الدولار..

وأعادني هذا الكلام الى أول عيدية حصلت عليها من جدي لأمي في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي كان عبارة عن قرشين مخرومين، من قروش السلطان حسين كامل.. ووقتها كانت العملة الأكثر شيوعاً هي العملة الفضية لهذا السلطان.. أما البريزة ثم الريال فكانا حلما ، وبالمناسبة يباع ريال هذا السلطان الذي تم ضربه عام1915 يباع الآن بسعر1000 جنيه، ليس فقط لقيمته التاريخية  بعد أن تجاوز عمره قرنا كاملاً.. ولكن بسبب قيمة ما فيه من فضة. ولذلك وجدنا من يحاول تزييفه وصنعه من سبيكة أقل ما فيها من الفضة.. وكم من ريال وبريزة قام البقال «بدقه» بمسمار علي وش البنك الذي يبيع عليه أشياءه!!

< ومع="" تطور="" أعمارنا="" ارتفعت="" العيدية="" الى="" شلن="" «بحاله»="" وكانت="" مصر="" في="" بداياته="" عصر="" الملك="" فاروق="" قد="" أخذت="" طباعة="" الشلن="" الورقي..="" عرفت="" مصر="" قبلها="" ومعها="" حكاية="" ربع="" القرش="" السداسي="" الشكل..="" وكان="" المليم="" ونصفه="" أي="" البرتيز="" له="" قيمة="" شرائية،="" وكان="" بائع="" الحلوى="" يحرضنا="" بدعائه="" لنا="" أن="" «نعيط="" للأم="" لنحصل="" على ="" المليم..="" لنحصل="" بعدها="" على="" الحلاوة="" التي="" كان="" يبيعها="" وكان="" الدعاء="" «عيط="" لأمك..="" وهات="">

وكانت أكبر عيدية حصلت عليها من جدي هي عشرة قروش ـ  دفعة واحدة ـ وكنت وقتها طالبا في المدرسة الثانوية.

< وكنا ="" ـ="" أطفال="" وصبية="" الحارةـ="" كل="" منا="" يتباهي="" بكمية="" ما="" حصل="" عليه="" من="" عيديات="" وكنا="" ننطلق="" الى="" حارة="" العيد="" حيث="" المراجيح="" والساقية="" القلابة="" وسيرك="" عاكف،="" أو="" سيرك="" الحلو.="" وساعة="" العصاري="" ننطلق="" الي="" البحر،="" نهر="" النيل، ="" نستأجر="" الفلايك،="" أي="" الزوارق="" الصغيرة="" بالمجاديف،="" الساعة="" بإيجار="" خمسة="" قروش..="" وهات="" يا="" تجديف!!="" ومنا="" من="" كان="" ينطلق="" الي="" دور="" السينما="" نتصارع="" من="" شدة="" الزحام="" لندخل="" ونشاهد="" أفلام:="" عنتر="" وعبلة.="" رابحة.="" وأفلام="" بدر="" لاما..="" وأيضاً="" أفلام="" طرزان="" ومسلسلات،="" وحلقات="" فومانشو="" العظيم="">

الآن.. ماذا أقول لأحفادي.. وماذا أدفع. وهل نساوي بين الذكور والاناث كما كان يفعل الآباء والأجداد.. خصوصا والعيديةـ هذه الأيام ـ بمئات الجنيهات.. لاحظوا ثمن تذكرة السينما ـ أيام طفولتنا- وكان قرشين بالتمام والكمال بينما ثمن تذكرة السينما الآن بعشرات الجنيهات.. فهل هذا هو فرق العملة؟!

< ورغم="" أن="" عيد="" الأضحي="" ـ="" كما="" هو="" معروف="" ـ="" هو="" عيد ="" للحمة..="" الا="" أن="" العيدية="" لم="" تفقد="" بريقها="" أبداً="" سواء="" كانت="" بالقروش..="" أو="" بعد="" أن="" أصبحت="" بمئات="" الجنيهات="" وليس="" فقط="" عشرات="" الجنيهات.="" وهي="" من="" الوسائل="" الباقية="" التي="" تجذب="" الأحفاد..="" ولابد="" أن="" نحرص="" عليها.="" لأن="" الأطفال="" ـ="" حتى="" الصغار="" ـ="" يدركون="" قيمة="" العملة..="" وأصغر="" حفيداتي="" من="" أهم="" هواياتها="" أن="" تذهب="" مع="" أمها="" الي="" السوبر="" ماركت!!="" أهي="" فسحة="" والسلام..="" ولكنها="" فرصة="" لإنفاق="">

ولا أتذكر أنني حصلت على جنيه كامل عيدية. ولا حتى نصف جنيه أو ربعه.. إذ كانت للقرش قيمة شرائية عالية.. وأتذكر وأنا في السابعة من عمري ان كنت أدفع تعريفة لشراء قطعة بقلاوة مفتخرة، فيمنحني البائع بجانبها ومجانا قطعة هريسة!!

< ترىي="" هل="" نصل="" الي="" أن="" يطلب="" أحفادي="" العيدية="" بالدولار="" ؟="" ومن="" أين="" لي="" الآن="" بهذا="" الدولار..="" ومازلت="" أعشق="" ورقة="" الجنيه="" خضراء="" اللون="" في="" حجم="" الكف="" الكبير..="" وأحتفظ="" عندي="" بورقة="" من="" ذوات="" العشرة ="" جنيهات="" الصادرة="" في="" منتصف="" الخمسينيات،="" حقاً..="" هي="" ورقة="" لها="" تاريخ..="" ووقتها="" كان="" الدولار="" في="" السوق="" بخمسة="" وثلاثين="">

وكانت أيام!!