عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

يبدو أن  الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس ترمب أصبحت غائبة .. أو «مُغيَّبة» .. عن الوعي بحقيقة ما حدث من تطور واختلاف جذري في قواعد وآليات التعامل مع «مصر ما بعد 30 يونية 2013» .. وأن ما كان يمكن أن تستخدمه في الماضي من «أوراق لعب» مع الدولة المصرية لم يعد صالحا أبدا الآن .. وخاصة فيما يتعلق بتلك المقايضة التقليدية السخيفة:"المساعدات العسكرية والاقتصادية مقابل الديمقراطية وحقوق الإنسان»!!

 

<>

قررت الولايات المتحدة عدم منح مصر 95.7 مليون دولار كمساعدات اقتصادية  وتأجيل 195 مليون دولار مساعدات عسكرية بزعم عدم إحراز تقدم في مجال احترام حقوق الإنسان ومبادئ الديمقراطية.

نفس «الحركات الخائبة» التي مارستها إدارات أمريكية سابقة .. لكن هذه الإدارات لم تدرك أن مثل هذه المقايضة لم تُجدْ ولن تجدي نفعا مطلقا مع مصر .. وأن مصر أكبر بكثير من أن تخضع لمثل هذه الضغوط .. حتى لو كانت قيمة المساعدات عشرات اضعاف هذا المبلغ التافه .. وحتى لو امتنعت واشنطن عن سداد كل قيمة معونتها العسكرية السنوية .. و البالغة 1.3 مليار دولار تمثل أقل من «عُشْر» ميزانية الجيش المصري.

كما لم تدرك الإدارة الأمريكية الحالية أن مصر قادرة الآن .. وبكل بساطة .. على أن تتخلى تماما عن تلقي أي مساعدات من أي طرف .. بعد أن نجحت قيادتها باقتدار في بناء جسور ثقة قوية بينها وبين كل دول العالم .. كما نجحت في تكوين «سلة مصادر متنوعة» لاحتياجاتها العسكرية .. قادرة على أن «تغنيها عن سؤال اللئيم» وعن الخضوع لشروطه المجحفة المهينة.

 

< هم="">

أن «فاتورة» ما يقدمون عليه غالية .. وأنهم ملزمون بتقديم هذه المعونات وفقا لمعاهدات السلام المبرمة بين مصر و إسرائيل .. وتنص على «تقوم أمريكا بتقديم الدعم العسكري و الاقتصادي لمصر وإسرائيل مقابل التزامهما بمعاهدة السلام والعمل على الاستقرار في المنطقة».

ويعلمون أيضا أن إلغاء هذه المعونات يعني الإخلال الصريح باتفاقية «كامب ديفيد».. وهو أمر مقلق جدا لحليفتهم إسرائيل .. قبل أن يكون ضارا بمصالح مصر وعلاقاتها معهم.. وهو  ما وصفه قادة إسرائيليون في وقت سابق عندما أقدمت إدارة «أوباما» على التلويح بنفس الورقة في وجه مصر بأنه يعني عودة المنطقة الى حالة الـ «لا سلام».

ولذلك .. فهم لا يستخدمون هذه الورقة الا من أجل «الضغط السياسي» على مصر لتحقيق «أمر ما» يتعلق بمصالحهم.. ثم سرعان ما يتراجعون.

 

<>

جاء رد فعل القاهرة في هذه المرة أقوى مما تتصور إدارة ترامب .. وهو ما تمثل في إصدار الخارجية المصرية بيانا «شديد اللهجة» .. أعربت فيه عن أسفها لقرار الولايات المتحدة تخفيض بعض مبالغ المعونات .. واعتبرت أن هذا الإجراء «يعكس سوء تقدير لطبيعة العلاقة الاستراتيجية التى تربط البلدين على مدار عقود طويلة، واتباع نهج يفتقر للفهم الدقيق لأهمية دعم استقرار مصر ونجاح تجربتها،  وحجم وطبيعة التحديات الاقتصادية والامنية التى تواجه الشعب المصرى، وخلط للأوراق بشكل قد تكون له تداعياته السلبية على تحقيق المصالح المشتركة المصرية الأمريكية».

وفي هذا تلويح واضح بإمكانية «الإضرار» بالمصالح الأمريكية .. السياسية والاقتصادية والاستراتيجية .. في حالة توتر علاقاتها مع مصر .. خاصة بعد أن بدت هذه العلاقة في أوج تحسنها في أعقاب اللقاء الأخير بين ترمب والرئيس السيسي.

< أضف="" الى="" ما="" سبق="" ما="" حدث="" عقب="" صدور="" بيان="" الخارجية="" المصرية="" ..="" من="" إلغاء="" اللقاء="" الذي="" كان="" معلنا="" عقده="" بين="" الوزير="" سامح="" شكري="" ووفد="" أمريكي="" رفيع="" برئاسة="" جاريد="" كوشنر="" مستشار="" ترامب="" وزوج="" ابنته..="" وهو="" أمر="" يشكل="" هو="" وبيان="" الخارجية="" رسالة="" بالغة="" الدلالة="" ..="" سوف="" تستفيق="" على="" وقعها="" الإدارة="" الأمريكية="" للخطأ="" الجسيم="" الذي="" وقعت="">