رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضربة قلم

لم يكد الأطباء يصدرون بيانًا بتماثل الرئيس الجليل سعد زغلول للشفاء وأنه يستطيع أن يفارق غرفته حتى ساءت حالته فى صباح يوم الاثنين 23 أغسطس عام 1927 حيث ارتفعت حرارته إلى 42 درجة، ونظر الزعيم إلي زوجته أم المصريين والمحيطين به من الأطباء وقال لهم بصوت هادئ «أنا انتهيت.. أنا انتهيت».

وواسته أم المصريين وهى تمر بيدها عليه قائله لا لا يا سعد انت بخير إن شاء الله وفى الساعة العاشرة ليلاً صعدت روحه إلى بارئها. وتقرر تشييع الجنازة فى الرابعة بعد ظهر يوم 24 أغسطس من بيت الأمة إلي مدفن الفقيد بالامام الشافعى وتولت وزارتا الداخلية والحربية الاشراف على الجنازة وتنظيمها. وأغلقت جميع المحال التجارية والمصارف والشركات ونكست اعلامها وبدأ موكب الجنازة يتقدمه طوائف العمال والكشافة ثم المدارس ثم موظفو الوزارات وجاء بعدهم وحدات الجيش والامراء والنبلاء وأعضاء البرلمان والقضاة والمحامون والمهندسون وتمت الصلاة علي الجثمان فى مسجد قيسون بشارع محمد على ثم استأنف الموكب سيره إلى مدافن الامام.

وفى اليوم الثانى للوفاة قرر مجلس الوزراء اقامة تمثالين للزعيم سعد زغلول بالعاصمة وآخر بالإسكندرية فى أهم الميادين، وشراء بيت الأمة للحكومة وضمه إلى الأملاك العمومية المخصصة للمنافع العامة باسم «بيت الأمة» على أن يبقى حق السكن فيه لحرمه أم المصريين مدى الحياة وانشاء مستشفى أو ملجأ فى العاصمة يطلق عليه اسم سعد زعلول. كما قررت الحكومة شراء البيت الذى ولد فيه الزعيم ببلده ابيانة بمركز فوة بمديرية الغربية وضمه إلي الاملاك العامة.

وتشييد بناء المدفن فى بيت الأمة علي نفقة الحكومة وعدلت الحكومة عن فكرة انشاء مسجد يقام فيه الضريح وجعل ذكرى سعد تستند إلي إزالة الفوارق الدينية وبعد وفاة سعد زغلول أخذت بعض الصحف تثير الشكوك حول ثروته وقالت إنها تبلغ 84 ألفًا و500 جنيه وأنها أيضًا 160 ألف جنيه. وألمحت إلى أن هذا المال للوفد من اكتتابات الأمة، واستدعت أم المصريين صفية زغلول جميع الورثة وهم أخت الفقيد وترث النصف وستة من أولاد اخيه الثلاثة ويرثون الربع بالاضافة إلي بنت أخته والتي خصها بوصية خاصة وأطلعتهم علي حقيقة الأموال الموجودة فى البنك وهى أموالها الخاصة بالمستندات. وأوضحت لهم أنها ورثت من المرحوم والدها مبلغ 22 ألفا وورثت من جارية لوالدتها 16 ألف جنيه. وأكدت أيضًا أن دخلها من وقف والدها يناهز فى كل سنة نحو أربعة آلاف جنيه.. وأنه لم يبق لها من ارث والدها وجاريتها واوقافها سوى 84 ألفا و500 جنيه وهو ملكها ولا يوجد أى مال باسم سعد باشا. وأصدرت بيانًا بذلك صفية هانم حرصت علي ابراء ذمتها وذمة الزعيم الذى مات دون مال أو بنين. جيوبه فى الدنيا خاوية وكفنه طاهر نقي.. البون شاسع والمقارنة مؤلمة بين هوانم الأمس وزعمائه وبين زعماء وهوانم اليوم الذين استحلوا مال الشعب.. الدولة ترفض التصالح مع سعد والنحاس وسراج الدين لأن المصالحة تضرب شرعية يوليو متى تقول الدولة آسفين يا سعد. آسفين يا وفد.