عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

 

كم مليار جنيه تكفى لإصلاح مرفق السكة الحديد وتطويره؟... السؤال على بساطته يحتاج إلى التأنى والدراسة قبل التسرع فى الإجابة، فكل الذين تصدوا لمشكلات السكة الحديد «بالكلام»، تضاربت تقديراتهم لاحتياجات هيئة السكة الحديد لمواجهة مشكلاتها.. ولا يصح أنْ نقول إنها تحتاج عشرة مليارات جنيه لتطويرها، ولا يصح أنْ نقول إن احتياجاتها تصل الى عشرين مليار جنيه، فالشىء المؤكد أنَّ هذا المرفق الكبير القديم المتهالك، يحتاج الى أكثر من ذلك بكثير، فمشكلات السكة الحديد قديمة ومتشابكة ومعقدة ومتراكمة من عقود مضت. وعلينا أن نعترف بأنَّ ما أسميناه تطويراً طوال أكثر من نصف قرن، لم يكن إلا مجرد تسيير أحوال لا أكثر.

وإذا أردنا إصلاح وتطوير مرفق السكة الحديد، لابد أن يكون الإصلاح والتطوير شاملاً، فلا يُعقل أنْ ننفق خمسة مليارات جنيه على شراء جرارات للقطارات وأترك العربات دون تحديث وتدعيم، وإذا طورنا ودعمنا الجرارات والقطارات، لابد من تطوير وتحديث خطوط السكة، لتستوعب حركة القطارات عليها، ومع ذلك لابد أيضاً أنْ تمتد يد التحديث والتطوير والإصلاح الى أنظمة التحكم والمراقبة والإشارات وإدارة المزلقانات، بالتزامن مع إعادة إنشاء المحطات والمنشآت والكبارى التى انتهى عمرها الافتراضى.. باختصار إنْ كانت هناك رغبة وقدرة على الإصلاح فلابد وأنْ تشمل المنظومة كلها، ولن تستطيع الدولة فى الوقت الحالى أنْ تتحمل عشرات المليارات لتحديث وتطوير وإصلاح هذا المرفق الكبير، وتلك هى الحقيقة المُرة، التى تدفع المسئولين على مختلف مستوياتهم، ليسيروا فى ذات الطريق القديم، وهو طريق «الترقيع»، كلما وقعت حادثة على مزلقان نضخ كام مليون لتطوير «بعض» المزلقانات، وإذا حدث تصادم بين قطارين ننفق كام مليون على شراء جرارات أو عربات، وإذا نتجت حادثة عن عطل فى الإشارات، خصصنا كام مليون لكهربة الإشارات، وإذا كان سبب الحادثة فنيًا أو عاملًا أو سائقًا انشغلنا لبعض الوقت بتدريب العاملين وتأهيلهم.. هذا هو طريق «الترقيع» الذى سنسير فيه مثلما سرنا من قبل.

وأذكر أننى كنت ضيفاً مع الطيار حمدى الطحان رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس الشعب الأسبق، والمهندس عبدالسلام شعث رئيس الهيئة القومية لسكك حديد مصر الأسبق، فى برنامج منى الشاذلى «العاشرة مساء» على قناة «دريم»، وكُنا نناقش مشكلات السكة الحديد كالعادة بعد الحادث، وكان عند قليوب.. كنا نعيد ونزيد فى سرد مشكلات السكة الحديد ووسائل مواجهتها، وعلى الهواء طلب المهندس محمد منصور وزير النقل مداخلة ليزف للمصريين أنَّ الرئيس مبارك خصص خمسة مليارات جنيه للسكة الحديد.. سألت الوزير عن أوجه إنفاق هذا المبلغ، فكان كلامه منصباً على تطوير أسطول الجرارات، فقلت له وماذا عن باقى منظومة السكة الحديد، فلم يعطنى رداً مقنعاً.

فقلت وقتها : إنَّ هذا المبلغ على كبره، قليل جداً على تطوير السكة الحديد.. قلت ذلك عام 2006، وأُكرر اليوم أنَّ هذا المبلغ وأضعافه لا يكفى أبداً، فمواجهة مشكلات السكة الحديد ـ للأسف الشديد ـ باتت أكبر من إمكانات الدولة.

[email protected]