رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

سمعت كثيرًا عن الثانوية العامة، وعايشت هموم بعض الزملاء والأصدقاء ، والآن أصبحت فى المعركة، ولزم عليّ خوضها ومجابهة الأعداء ، فقررت الإحاطة بكافة تفاصيلها لأعرف من أين أبدأ.

اتفق الجميع على ضرورة تعاطى الدروس الخصوصية مهما كان مستوى المدرسة التى يدرس بها الطالب ، ولكن المشكلة تكمن فى اختيار المدرس والمكان ، فهناك أعداد هائلة من المدرسين يعرضون بضاعتهم ويوقعون عليها بأسمائهم – دون خجل أو خوف- فهذا إمبراطور اللغة الإنجليزية، والآخر فيثاغورث الرياضيات ، والثالث سيبويه اللغة العربية، ونجم الجيل للغة الفرنسية، والأسطورة لعلم النفس، والمايسترو للجغرافيا، والباشا للفسلفة، والمتألق للإحصاء ، وغيرها من العبارات التى هدفها الوحيد الترويج للمدرس وجلب أكبر عدد من الطلاب، وهناك مراكز تحمل لافتات عملاقة تعلن عن نفسها وتبشر روادها بالحصول على الدرجات النهائية وتقدم هذه الأماكن جميعها كبسولة صغيرة جدا فى كل مادة يبتلعها الطالب ليظهر أثرها فى الامتحان ، ويضيع العلم بين مدرس معدوم الضمير، وطالب كسلان، ودولة غائبة.

وفى النهاية تجد أن معظم المدرسين لا يمارسون مهنة التدريس إلا خارج مدارس الدولة بل امتد الأمر إلى المدارس الخاصة.

أما عن أسعار هذه الجرعة المؤقتة فتتفاوت أيضا من منطقة لمنطقة ، ولكن فى جميع الأحوال تثقل كاهل أى أسرة ، وثؤثر على باقى أفرادها لفترات طويلة لأنها تبدأ من نهاية الصف الأول الثانوى وتستمر حتى نهاية السنة الثالثة.

قررت الاستماع إلى ابنى – الطرف الأصيل فى القضية- لعله ينفى كل ما سبق، أو يفسر لى الواقع الأليم على أقل تقدير، فصدمنى أولا بحديثه عن المناهج التى عفا عليها الزمن وتوارثتها الأجيال رغم التقدم الهائل الذى غزا العالم من حولنا ، ومع ذلك فهو مطالب بحفظها عن ظهر قلب حتى يحصل على المجموع الذى يمكنه من الالتحاق بالكلية التى يريدها.

 ولذلك فهو مجبر على تلقى الدروس الخصوصية لتحقيق هدفه، ثم تطرق إلى الامتحانات وما يتخللها من تدمير للأعصاب و الإصابة بمعظم الأمراض بسبب الإشاعات و التسريبات والنماذج غير الصحيحة للإجابات بالإضافة إلى التغيير المستمر غير المدروس فى نظام يؤثر على عدد لا بأس به من الطلاب إلى أن ينتقل إلى مرحلة التنسيق فيضيع مجهوده طوال 9 أشهر كاملة على درجة أو أقل بسبب روتين عفن متوارث من الأجداد.

ولكن ما الحل من وجهة نظرك- سألت ابنى- فقال بسرعة فائقة وكأنه كان ينتظر السؤال .. أدعو جميع من بيده القرار أن يعمل بصدق وأن يضع نفسه مكان الطالب ليتمكن من وضع نظام تعليمى يليق بمصر وطلابها وليس فقط ترقيع النظام الحالى، والاجتماع مع نخبة مختارة من متفوقى المحافظات من طلاب المرحلة والاستماع لشكواهم والنظر فى مقترحاتهم. فهل نفعل؟

[email protected]