رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

السيد/ رئيس الجمهورية

أنا مواطن وثق بك، واستجاب مع ملايين المصريين لندائك فى شهر مايو لإنقاذ مبادئ ثورة يناير التى تم اختطافها من جماعات الإسلام السياسى.

وكان الهاجس الأكبر الذى دفع الملايين للاحتشاد تلبية للدعوة لإنقاذ مصر من حكم يعادى بطبيعته «الديمقراطية الحقيقية» كانت الأشواق التى ملأت صدور الملايين لإنقاذ مصر بتحقيق ديمقراطية حقيقية عمودها الفقرى تداول السلطة، هذه الأشواق لديمقراطية حقيقية كانت الدافع الحقيقى لإقبال هذه الملايين على الاحتشاد لإنقاذ مصر من مصير مجهول إذا لم تتحقق ديمقراطية حقيقية تضمن تداول السلطة.

وتم وضع الدستور بواسطة لجنة ضمت الخبرات المحترمة والمشهود لها بالكفاءة والمواقف المشهورة فى الدفاع عن الحريات وعن المصالح العليا للوطن والمواطنين.

وتم وضع دستور توافقت عليه كل القوى الوطنية بمختلف اتجاهاتها وتغاضت كل فئة عن ملاحظات تتعلق بتوجهاتها لأنها رأت أن المطلب المحورى لكل الشعب قد تحقق فى هذا الدستور، هذا المطلب المحورى هو الضمانات العديدة التى تكفل تحقيق ديمقراطية حقيقية يتم بها تداول السلطة. هذه الصورة لتوافق وطنى رائع سجلها الإقبال الرائع من الجماهير على الموافقة على الدستور.

 

السيد/ الرئيس

هذا التوافق الوطنى الرائع هو الركيزة الأساسية لأى استقرار ولأى تنمية ولضمان الأمن الوطنى بمفهومه الشامل وأى عبث بهذا التوافق يضرب التوافق الوطنى فى مقتل، ويفتح باب الجحيم الذى يتمثل فى تشتيت قوى الشعب فى صراعات داخلية تهز الاستقرار وتعطل كل جهود التنمية.

لا أنسى يا سيادة الرئيس تصريحاً لك حذرت فيه من «العبث» بالدستور. وقد وُفّقت يومها ـ بكل التقدير ـ بهذا التعبير الدقيق «العبث بالدستور» لأنه تعبير أشمل وأوسع من الحديث عن مخالفة الدستور.

«العبث بالدستور» وصف ينطبق على كل ما يراد بهذا الدستور من تعديلات ـ ولم تمض سوى بضع سنوات على تطبيقه ـ خاصة إذا كانت هذه التعديلات مماثلة تماماً لتعديلات سبق أن طرحت خلال حكم الرئيسين السادات ومبارك وتكاد تكون الحجج التى يبديها المنادون بالتعديل، تكاد هذه الحجج تكون صورة طبق الأصل من الحجج التى ساقها طالبو التعديلات أيام السادات ومبارك، بل إن البعض يستخدم نفس التعبيرات التى استخدمها من قبلهم.

تلك التعديلات استطاعت القوى التى احتشدت فى البرلمان لتمريرها لإرضاء السادات ومبارك، لم تفطن الى الآثار المدمرة التى ستحدثها هذه التعديلات، والتى كانت أحد العناصر التى ساهمت فى تمزيق شمل الوطن.

 

يا سيادة الرئيس

الاستقرار الذى يتحدث عنه المنادون بالتعديلات الدستورية سيهتز بقوة وسوف تتصدع الوحدة الوطنية التى تمثل الحصن الأهم فى منظومة الأمن الوطنى.

الأمل معقود على إشارة من السيد رئيس الجمهورية يذكر الجميع بأنه يرفض «العبث بالدستور» تحت أى حجة أو مبرر، والله أسأل لك كل التوفيق.