عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

ماذا لو أصر الرئيس التونسى على مخالفة شرع الله؟، وماذا لو وافقته المؤسسات الدينية والأحزاب والنخب التونسية على مساواة المرأة والرجل فى الميراث، وعلى زواج المسلمة بغير المسلم؟، وماذا لو ألغى البرلمان التونسى القوانين التى تتفق مع شرع الله وأقر قوانين تتوافق وفكرهم العلماني؟، وماذا لو طرحت التغييرات على الشعب التونسى ووافق عليها بأغلبية؟، ما هو حكم الشريعة فى هذه الواقعة؟، وهل يمكن توصيفها بالردة؟، وما هو موقف البلدان العربية والإسلامية؟، هل ستكتفى بالشجب والإدانة؟، هل ستجيش قوة عربية إسلامية لعزل النظام الحاكم وإعادة البلاد إلى الشريعة الإسلامية؟، هل ستحارب الدولة التونسية لإرغامها على العودة إلى صحيح الدين كما فعل أبوبكر الصديق رضى الله عنه فى حروب الردة أم نترك تونس لداعش والجماعات المتطرفة تعاقبهم وتردهم إلى الصواب؟، وكيف سنواجه العالم الذى يرى فى ديننا التشدد والتطرف؟، هل ستوافق البلدان الكبرى على محاصرة أو محاربة تونس من قبل البلدان العربية والإسلامية؟.

بعد أن توفى الرسول عليه الصلاة والسلام انتهزت بعض القبائل الفرصة وارتدت عن الولاء السياسى والدينى، إما بسبب ظهور بعض أدعياء النبوة أو بسبب انقضاء العهد بوفاة الرسول، أو بسبب اعتقادهم بأن الزكاة فى مقام الجزية، حيث اكتفت بعض القبائل بالصلاة ورفضت تسديد الزكاة.

 الخليفة أبوبكر رفض هذه الحركات الانفصالية عن دول المدينة، واعتبرها ردة عن الإسلام، فجهز الجيوش وبدأ فى محاربتها، وقد شملت حروب الردة العديد من القبائل فى الجزيرة العربية، مثل: بنى أسد، وبنى فزارة، وبنى عامر، وغطفان، وبنى سُليم.

وفى البلدان المجاورة مثل البحرين، واليمن، وسلطنة عمان، ولم يترك قبيلة أو بلدا فى ردتها وقضى على مدعى النبوة، وأصر على دفع القبائل للزكاة، وتمسك بعودتها إلى الانضواء تحت ولاية دولة المدينة.

تفكير الرئيس التونسى فى تعطيل بعض النصوص القرآنية قاطعة الدلالة، واستبدالها بمواد من القانون المدنى على النقيض منها، سوف يعقد الوضع فى المشهد العربى والإسلامى بشكل عام، لأنه بقوانينه هذه سوف يدخل فى خانة المرتد، وهو ما يعنى بالضرورة اتخاذ موقف عربى إسلامى منه، هذا الموقف هو ما نسأل عنه: هل سنتركه يعطل ويبدل فى شرع الله ويفتح بابا لتغيير وتبديل أحكام الله أم ستتم مواجهته؟، وكيف ستكون المواجهة؟، هل بالشجب والإدانة والاتهام بالزندقة والتكفير أم بالحصار والمقاطعة، أم باستخدام القوة كما فعل الخليفة أبوبكر الصديق، أم سنتركه لداعش والجماعات المتطرفة؟.

كيف سنشرح الوضع للبلدان غير الإسلامية؟، وهل سيسمحون للدول العربية والإسلامية باستخدام القوة مع تونس؟، فى حالة مساندة البلدان الأوروبية لتونس هل سندعم داعش والجماعات المتطرفة ماديا وأدبيا لمحاربة النظام المرتد أم سنفتح باب الجهاد السرى بين الشباب مثلما حدث فى أفغانستان ضد الاحتلال الروسى، أم سنعمل بمقولة جحا: طالما بعيد عن بيتى خلاص؟.

[email protected]