رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اسمحوا لي

منذ افتتاح المسرح القومى للأطفال وأنا أناشد وزراء الثقافة الواحد تلو الآخر أن يرسلوا بعثات لشباب العاملين فى هذا المسرح حتى يحتكوا بفنون الاطفال ويتعلموا الاسس الفنية السليمة لمسرح الطفل، وكنت اقترح أن ترسل وزارة الثقافة فى كل عام ٥ فنانين أو أكثر فى البلاد التى تتمتع بمسارح أطفال متقدمة ومحترمة بدلا من سفر مسرحيات إلى المهرجانات دون جاهزية أو عروض تليق بمصر، ولكن لم يهتم أى مسئول ولم يبال بفنون الأطفال عموما.

لذلك حينما سمعت عن عرض (سنو وايت) الجديد، وأنه عرض ناجح ويلاقى إقبالاً جماهيرياً سعدت وقررت الذهاب وعرفت أن الستارة تفتح فى السابعة والنصف مساء فاندهشت وتساءلت بينى وبين نفسى كيف يبدأ عرض للأطفال فى مثل هذه الساعة المتأخرة؟ ولم أكن أتصور أنى سأصاب بدهشة أفدح حينما ذهبت إلى المسرح فى السابعة تماما فعشت كابوس ما قبل العرض!! مما يجعلنى أطلب من وزير الثقافة إرسال مدير المسرح نفسه فى بعثة داخلية أو من الممكن أن يعطيه أحد المسرحيين القدامى درساً خصوصياً فى كيفية فهم وتطبيق الأساسيات والمبادئ العامة التى يجب أن تحترم فى أى مسرح يحترم جماهيره وهى الالتزام بالوقت المعلن لفتح الستار وكيفية حجز الأماكن من الشباك، فلا نجد الكرسى الواحد محجوزاً أكثر من مرة أو تحدث حركة تنقلات بين المتفرجين وكيفية دخول المتفرجين إلى المسرح وجلوسهم على مقاعدهم بنظام وسلاسة. واحترام صالة المسرح ذاتها فيمنع دخول المشروبات والفشار ويمنع دخول عمال البوفيه، وكذلك منع التدخين تماما فى الطرقات الخارجية الضيقة الملاصقة للصالة والتى تحولت إلى شبورة من الدخان الذى تسلل إلى الصالة بكثافة سببت لى أزمات ربوية طوال الليل بعد أن عدت إلى منزلى.

 ومدير مسرح الطفل يحتاج إلى معرفة معايير إضافية يجب أن تطبق بصرامة فى أى مسرح طفل يحترم جمهوره،  فلا يكفى أن ينتج أى مسرحيات والسلام ولكن يجب أن يقوم بتحديد وقت وطول المسرحية فلا يترك تحديد الوقت إلى مخرج العرض بل هو حق أصيل لمدير المسرح فلم نعرف أو نسمع عن مسرحية أطفال ساعتين أو ثلاث ساعات إلا فى هذا المسرح!! ويجب أن يحدد المرحلة العمرية المناسبة لكل مسرحية فلا يسمح بدخول أطفال رضع أو تحت السن فى مسرحية تعرض للناشئة وممنوع تماماً وضع كراسى إضافية فى الممرات تحت أى ظروف حتى تتم عملية الدخول والخروج بسلاسة عند أى مشكلة أو طارئ لا سمح الله.

ولكن لأن مصر أم العجايب ولأنها مالهاش كتالوج فقد تكسرت كل القواعد واتدشدشدت حتى شاهدنا مسرحية ليلية (سوارية للأطفال) تبدأ فى الثامنة وتنتهى فى الحادية عشرة ليلا!! نعم ليلا!! فى المسرح القومى للأطفال التابع للبيت الفنى للمسرح أى تابع للدولة أى أنه يقدم خدمة وليس الهدف الأساسى هو الربح.

لقد ظلت الصالة حوالى ساعة فى فوضى عارمة ولم يهتم مدير المسرح الأستاذ حسن يوسف حتى بإلقاء نظرة على الأطفال الذين أتوا وكلهم شوق ليروا عرضاً لطيفاً يسعد أطفالهم ويمتعهم!

وتذكرت الفنان الكبير محمود ياسين حينما كان مديراً للمسرح القومى وكان الإقبال شديداً على مسرحية (أهلا يابكوات)، فقد كان يقف بنفسه مع موظفين وعمال المسرح فيدفعهم إلى العمل بهمة واحترام لجماهير المسرح حتى يضمن دخولاً آمناً ومريحاً للجماهير أنه الفنان الكبير الذى احترم جماهيرية فاحترمت الجماهير طوال حياته.

والسؤال كيف سيحترم أطفالنا المسرح حينما يكبرون إذا كان هذا ما نقدمه لهم من معاملة؟؟

 

فاطمة المعدول