عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آفة الصحافة

دروس وعظات من واقع التجارب الحياتية ، من المُفيد ان نتوقف عندها ولو قليلا من الوقت ، فلو فعلنا ذلك سنتعلم منها الكثير . . كم هى ثرية العلاقات الإنسانية النقية حينما نتعمق فى مضمونها ، نأخذ منها العبر الجميلة .

كل عمل طيب مهما كان صغيراً هو استثمار ، فى الدُنيا قبل الآخرة ، سيعود اليك فى يوم ما ، ان تضع يدك على كتف من يحتاج لمسة حنان منك ، ان ترسم بسمة على وجه أخيك قد تكون سبب سعادته .

يحضرنى مثل هولندى يقول معناه : " لا يجرح شخص بسبب انك طبطبت على كتفه " .

"من سار بين الناس جابراً للخواطر أدركه الله في جوف المخاطر"  . . بهذه الجملة إختتمت كلماتها وهى تحكى روايتها التى تقول بانها منقولة من صفحة صديقة لها على شبكة التواصل الإجتماعى " فيسبوك " وتسرد :

"  مرة وانا صغيره كُنت بالعب بالعجلة ، وكان فى رجل جارنا قاعد على الفسبا " الدراجة النارية " بتاعته ، روحت وقفت جنبة وقولت له "عااااموووو جاي سبق؟".. نظر لي بـضحكة سخرية معاها ابتسامة شقاوة من عيله صغيره ، وقال لي : جاي " وهو بيغمزلي " ... هو مكنش بيتحداني...هو شاف عيله صغيره جريئه وفى نفس الوقت طلبها ده مُمكن يكون بالنسبه لها حلم..

استعدينا للسبق وبدأت انا أبدل وهو يدوس بنزين بالراحة عشان يكون جنبي ... حسيت اني هاطير من الفرحه لو سبقته... وانا حاسه انه اسرع مني... بس انا عايزه اسبقه وابص عليه من ورايا مش جنبي .... وبدأت سرعتي تزيد.... وفعلاً خلانى اكسبه ، وبص لي بصة عمري ماهنساها فى حياتى وهو بيضحك.

عدي سنين طويله عـالموقف ده... وكنت مع بابا  فى المستشفى مرة ، لقيت الراجل ده قاعد علي كرسي مُتحرك وشاب بيزُق الكرسي ... وقفت للحظه أنظر اليه ، وافتكرت الموقف بتاع زمان ...لقيت نفسي رايحه له من وراه وقولتله بنفس النبرة "عااااموووو جاي سبق؟"..

نظر لي وسكت مع إبتسامة لكن هذه المرة كانت نظرة كلها ألم وتعب ... وقولت له بس لوحدك من غير ما حد يزوُقك... قال لي مش هاقدر... قولت له هاتقدر ياعم الشباب ، وبالفعل وافق... وقفت جنبه وجريت جريه بسيطة لانه عارف اكيد انها مجرد مُداعبة... وبدأ يلف عجلة الكرسي وكأنه فعلاً عايز يكسّبنى... وانا ببطّء فحركتى لحد ما سبقني... وروحت له لقيته بص لى نفس البصه اللي بصهالي زمان بس وهو مدمع... كان هاين عليا اني اعيط جداً...حضنته وقولتله مانت زي الفل اهو واسرع مني ، وانا بضحك بالزق عشان ماعيطش،، طبطب علي كتفي ، وقولتله ربنا يقومك بالسلامة وتبقي زي الحصان ولينا سباق تانى بس على رجلينا.. وضحك لى ومشيت ، الراجل ده مات النهاردة الفجر  . الله يرحمه .

 الراجل ده علمني ان جبر الخواطر ده من اعظم الأشياء اللى ممكن إنسان يديها لحد.... وانها داين تدان ولو بعد عمر طويل.... وانها خير انت زرعته هاتحصده فـ اشد وقت لـ إحتياجك له..

إجبروا خاطر بعض ان كان ده فـ مقدرتكم...ماتبخلوش بيه على حد عشان هاتتردلكم ، وكلنا بيعدى علينا اوقات بنحتاج فيها لتطييب خاطرنا ولو بكلمة حلوة ....وإن ماقدرتوش عـ الأقل ماتكسروش بخاطر حد مهما كان *

"من سار بين الناس جابرا للخواطر ادركه الله في جوف المخاطر"

[email protected]