رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

منذ شهر أبريل الماضى.. حذر وزير النقل الدكتور هشام عرفات من أن منظومة الإشارات الكهربائية الجارى تطبيقها فى السكة الحديد لن تحقق السلامة على الوجه المطلوب.. وكشف الوزير فى مؤتمر صحفى أنه طلب إضافة النظام الأوروبى للتحكم Etcs.. وهو نظام يجبر القطارات على التوقف حال تعرضها لأى طاريء.

السؤال هو: ماذا حدث بعد هذا التحذير العلنى الذى أطلقه الوزير؟ ولماذا لم تتم إضافة النظام الأوروبى؟ وهل استجابت الحكومة أصلا لطلب الوزير؟ وإذا لم تستجب فلماذا؟

•• دائما

فى كل حادث للقطارات.. تتكرر نفس الأسباب التى تؤدى إلى كوارث يروح ضحيتها العشرات ما بين قتلى ومصابين.. عطل فنى فى أجهزة التحكم فى القطار.. عطل فى الفرامل.. السيمافور لا يعمل.. عامل التحويلة نام أو لم يكن موجودا أصلا.. أو تم تحويل القطار بطريق الخطأ إلى خط يوجد به قطار آخر.. أو راكب «شد الجزرة».. أو إهمال من سائق القطار.. وفى كل مرة يتبادل الجميع الاتهامات.. وتضيع الحقائق.. ثم يقال أو يستقيل كبار المسئولين.. أو يأتى «كبش الفداء» الذى يتحمل المسئولية نيابة عن الجميع.. ويعدها تهدأ الأمور ثم «تعود ريما لعادتها القديمة».. أنتظارا لكارثة جديدة!!

•• لم يحدث

أن تغير شىء بعد أى حادث وقع قبل ذلك فى «سكك حديد الموت».. بدليل أن حادث الإسكندرية لم يمنع إمكانية وقوع كارثة أخرى أمس الأحد تحديدا فى مكان آخر.. هو محطة سمنود بمحافظة الغربية.. ولولا العناية الإلهية «وستر ربنا» لوقعت الواقعة.. وسالت دماء أخرى بعدما خرج قطار المنصورة طنطا عن مساره الأساسى.. وسار على الخط المعاكس بسبب خطأ فى التحويله حسبما أعلنت مصادر الهيئة وبعد خروج القطار من المحطة فوجئ سائق القطار بأنه يسير فى الاتجاه المعاكس.. ما دفعه لإيقاف القطار وإبلاغ رئيس المحطة لإيقاف حركة القطارات خشية الاصطدام بالقطار القادم من طنطا.

المنظومة هى هى.. والأخطاء تتكرر.. والإهمال «عرض مستمر».. وهذا شىء خطير جدا.. فالمشكلة ليست فقط فى إمكانيات فنية.. أو نظم قديمة وبالية.. لكن هناك أيضا إهمال جسيم فى العنصر البشرى وفى الرقابة والمتابعة والتشغيل.. ومن أخطر ما قيل فى حادث الاسكندرية أن مراقبى الأبراج أكدا للوزير ورئيس قطاع المسافات الطويلة بعد الحادث أن سائق قطار القاهرة كان فاصلا جهاز التحكم الآلى بالقطار «ايه تى سى» لذلك لم يتوقف قطاره آليا عندما تجاوز السيمفاورات ولم يتمكن من الوقوف بسبب سرعته الكبيرة.. وأن هذا السائق اعتاد أن يفصل نفس الجهاز أثناء قيادته للقطار!!

هكذا؟! السائق يرتكب مخالفة جسيمة وخطأ متكررا.. وفنيو التشغيل يعلمون ذلك.. وأبلغوا به.. ولم يحاول أحد محاسبة السائق أو منعه أو ردعه عن تكرار المخالفة!!

•• تلك هى المسألة

الإهمال.. ثم الإهمال.. ولا تحدثنى عن ضعف الإمكانيات.

والغريب أن هذا الإهمال لا يضرب دائما الا «قطارات الفقراء».. فلم نسمع أن حادثا كهذا وقع مع قطار مميز أو مكيف أو «نوم».. لماذا؟ لأن المراقبة على هذه القطارات تكون أكثر دقة وفاعلية.. وكأن من يركبونها مواطنون من الدرجة الأولى.. بينما غيرهم من ركاب القطارات العادية «مواطنون ترسو»!!

•• وستظل منظومة «قطارات الفقراء» فى مصر معيبة وغير آمنة.. طالما ظلت تعتمد على نظم الإشارات الميكانيكية والمزلقانات المتهالكة.. وفى أعقاب حوادث سابقة أخبرنا الخبراء بأن «كهربة السكك الحديدية» هى الحل.. وأن استخدام الكهرباء يعنى التحكم فى معايير التشغيل والسرعة وتقليل حوادث المزلقانات و«المحولجية».. فماذا ننتظر لتنفيذ هذا الحل؟!