رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

 

 

(الطائفية لم تعد «مسلم ومسيحى».. أصبحت أيضاً «أهلى وزمالك».. فهل صحيح أن الأهلوية يسعون لإسقاط الزملكاوية؟.. وهل صحيح أن الزملكاوية يسعون لإسقاط الأهلوية؟!)

لا أتحدث هنا عن الطائفية الدينية فقط، وإنما أتحدث عن الطائفية الكروية أيضاً.. لعلك تعرف ما يحدث من ملاسنات انتخابية بين الأحزاب الدينية والمدنية.. ولعلك تعرف ما يقوله حزب النور السلفى، ومواقفه المعروفة من الليبرالية والديمقراطية.. وقد ينقسم الناخبون على هذا الأساس، للاختيار بين النور وغيره، لحظة وقوفهم أمام الصندوق.. الجديد أن هناك طائفية أخرى تتعلق بك، «أهلاوى» أم «زملكاوى»؟!

هل تتخيل أن جمهور الأهلى يمكن أن يرفض انتخاب مرشح زملكاوى؟.. والعكس، هل تتصور أن جمهور الزمالك يُسقط مرشحاً لأنه مجرد «أهلاوى» أو كادر فيه؟.. هذا ما يمكن أن يحدث بالفعل.. الطائفية لم تعد مجرد «مسلم ومسيحى».. الطائفية أيضاً أصبحت «أهلى وزمالك».. أحد المرشحين تخوّف من هذه الطائفية.. قال: «مصيبة لو أن جمهور الأهلى لم ينتخبه لأن زملكاوى أو ابن زملكاوى.. وهى بالفعل كارثة كبرى»!

فى هذه الانتخابات، سوف نشهد ترشح عدد كبير من نجوم الرياضة.. كتبت من قبل إنه «مجلس نواب ثورة وليس اتحاد كورة».. مع ذلك هذا ما حدث على أرض الواقع.. الجديد هو نقل الصراع من المستطيل الأخضر والساحرة المستديرة، إلى ساحات البرلمان.. بعض المرشحين يتوجس فى المؤتمرات الانتخابية من مضايقات الأهلاوية، إن كان «زملكاوى».. أو مضايقات الزملكاوية، إن كان سعادته «أهلاوى»!

 

بيزنس الانتخابات وبيزنس النجوم!

فى أى انتخابات سابقة، كانت هناك مشاركات محدودة لنجوم الرياضة.. سواء كان رئيس ناد، أو كان لاعب كرة.. أسماء محدودة.. وكانوا يقيمون المؤتمرات والمسيرات الانتخابية، بصحبة اللاعبين المحبوبين.. وكانت أحياناً تعد فاكهة الانتخابات.. خاصة عندما كان النظام يسمح بهذه الأشياء، لإيجاد جو انتخابى من نوع ما.. الآن استحسن نجوم الرياضة خوض الانتخابات، بعد أن انصرف الجمهور عن المباريات!

وللأسف تحولت الانتخابات البرلمانية إلى بيزنس.. يلعب فيه النجوم، ويلعب فيه اصحاب الأموال.. واصبحنا نجد فى الشارع الانتخابى أموالاً غامضة.. لا نعرف مصدرها.. إن كانت من أموال حرام، أو من غسيل أموال؟.. وهؤلاء دخلوا السياسة ليشتروا المرشحين والناخبين معاً.. وكل فريق راح يُذكى حالة طائفية من نوع ما.. سواء دينية أو كروية.. وهو يحاول أن يستفيد منها فى النهاية لحشد الأصوات لصالحه فقط!

فهل الانتخابات فرصة لتنزل الجماهير ملاعب السياسة، بعد حرمانها من الاستادات والملاعب الرياضية؟.. هل أصبح أمامها فرصة للانتقام من الخصوم السياسيين والكرويين فى صندوق الانتخاب؟.. هل صحيح أن الأهلوية يسعون لإسقاط الزملكاوية؟.. وهل صحيح ان الزملكاوية يسعون لإسقاط الأهلوية؟.. مهما كان الخصوم.. حتى لو خسر البرلمان؟.. أم أن الفكرة نفسها خرافة، وحالة افتراضية من عندى؟!

 

طريق «واعر» كما يقول الصعايدة!

الطريق إلى البرلمان هذه المرة، ليس مفروشاً بالورود.. وليس مفروشاً بالنوايا الحسنة.. فليس طريقاً لمن يجد فى نفسه الكفاءة، لكنه طريق «واعر» كما يقول أهلنا فى الصعيد.. فيه المال السياسى، وهو لا يتسنى لشباب الثورة.. وفيه العصبية والقبلية، وهى تعطى ظهرها للشباب أيضاً.. تؤمن بالمثل «كلام أخوك الكبير يصير يا حسنين».. خلص الكلام.. وعليه فكل انتخابات وانتم بخير.. وكل ثورة وانتوا طيبين وبعافية!

الصراع حالياً سيكون بين فريقين على النقيض تماماً.. الأول هو التيار الإسلامى بزعامة حزب النور هذه المرة.. وطبعاً يضم كل أطياف هذا التيار، بمن فيهم الإخوان.. الفريق الآخر الأبرز سيكون من الحزب الوطنى القديم.. معناه أن الغالب مستمر بين الإخوان والوطنى.. ومعناه أن الأغلبية السياسية، قد تعود لرجال عصر مبارك.. وإن كان قد تم استبعاد أحمد عز، كرمز مُعبّر على العصر.. تقدر تقول «لف وارجع تااانى»!

 

آخر كلام!

كل الأطراف استفادت من الثورة، وحققت أهدافها، إلا مصر.. ربما يكون قد حدث بعض الخسائر للبعض،لكنه سرعان ما يسترجعها بعد العودة للبرلمان.. البرلمان فى عرف البعض يعنى بيزنس.. يعنى المحافظة على كرسى العائلة.. يعنى البقاء فى المشهد.. ويعنى أيضاً اقتسام الكعكة مع الآخرين.. فهل حدث اى جديد بعد ثورتين؟.. الإجابة الجديد هو الخسائر فقط.. فهل تستطيع مصر تعويضها فى القريب المنظور؟!