عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نور

أنتمى إلى جيل يطلقون عليه داخل حزب الوفد «جيل الوسط».. صحيح أن هذا الجيل أصبح فى صدر القيادة، وصحيح أن بعضهم تجاوز سن الوسطية، ولكنك عندما تتحدث معهم جميعًا ستكتشف أنهم أسعد الناس بلقب جيل الوسط!!هل تريد معرفة السر؟ السر اسمه فؤاد سراج الدين، الرجل الذى أٌطلق فى عهده هذا الوصف لمجموعة من الشباب الذين انضموا للوفد فى عمر الصبا، ثم استمروا فى ولائهم وإخلاصهم لمبادىء الحزب العريق، رغم الضغوط الأمنية التى تعرضوا لها، فى صغرهم، فكان اللقب مهمًا لهم، ومعبرًا عن استمرار الوفد، وتواصله عبر الأجيال، حتى أصبح أبناء جيل الوسط، قيادات الحزب الآن، ويتصدر خمسة من أعضاء هذا الجيل، منصب نواب رئيس الحزب، ويتبوأ سبعة ممن أٌطلق عليهم اللقب، أماكنهم فى المكتب التنفيذى، ويجلس العشرات منهم فى مقاعد عضوية الهيئة العليا، وقيادة لجان المحافظات. فعلًا.. السر اسمه فؤاد سراج الدين الذي تحل ذكرى رحيله السابعة عشرة اليوم 9 أغسطس، لأننا نعتقد أن من لم يعمل مع فؤاد سراج الدين، فقد فاته الكثير، من مواقف الرجل التاريخية، وخسر متابعة لمحاته، ونظراته الثاقبة، ودروس السياسة والحساب والأخلاق. تذكروا معى هذه الحكاية عن الرجل فى ذكراه.. أعاد سراج الدين الوفد للحياة السياسية سنة 1984 ليخوض انتخابات مجلس الشعب بعد معركة واجه فيها رئيس الجمهورية شخصيًا.. فقد كانت الانتخابات بالقائمة النسبية وكان ضمن قوائم الوفد بدائرة مصر الجديدة بالقاهرة اسم شخص أثار جدلًا هو المهندس سامى مبارك الشقيق الأصغر للرئيس الأسبق حسنى مبارك.. وقد أصيب الرئيس بانزعاج شديد نتيجة انضمام شقيقه لقوائم أكبر حزب معارض لنظام حكمه.. فحاول أن يلغى اسمه من قوائم الوفد بالود من خلال الاتصال مع فؤاد سراج الدين الذى فوجئ بأحد قيادات الحزب يدخل عليه اجتماع الهيئة العليا وقال له: «استدعونى فى رئاسة الجمهورية وجلست مع الدكتور أسامة الباز ومعى رسالة لك من الرئيس.. وأريدك على انفراد لأقولها لك.. فطلب منه فؤاد باشا أن يذكر الرسالة أمام اجتماع الهيئة العليا، فقال له إن الرئيس مبارك يرجوك ألا تضع شقيقه «سامى» ضمن قوائم الوفد لأن هذا سيسبب حرجًا كبيرًا له فى الشارع.. فرد فؤاد سراج الدين: لما يكون حسنى مبارك رئيس الوفد يبقى يشيل ويحط!! ومادام فؤاد سراج الدين رئيس الوفد فأنا الذى أقرر من يبقى فى قائمة الوفد ومن خارجها!» طبعًا كلام فؤاد سراج الدين كان منقولًا على الهواء عبر أجهزة التنصت.. ودفع الوفد ثمنه غاليًا.. فقد كان يتم تحريض بعض مرشحى الوفد حينًا وتهديد البعض الآخر حينًا للانسحاب من الانتخابات لضرب القائمة التى تضم سامى مبارك.. فيعود سراج الدين لبدء ترتيب القائمة من جديد دون أن يتراجع خطوة واحدة.. وكان يمكن للرجل أن يدخل فى صفقة تمنحه عددًا كبيرًا من المقاعد مقابل طرد شقيق الرئيس من قوائمه.. لكنه أصر على المبدأ، واستمر فى المعركة التى منحت الوفد 60 مقعدًا رغم التزوير.. فقد كانت تعليمات مبارك الى وزير داخليته حسن أبوباشا أن يدفع الوفد الثمن وأن شقيقه يجب أن يسقط فى الانتخابات. قال حسن أبوباشا: أنا لا أستطيع أن أتدخل فى دائرة شقيق سيادتكم، لو تدخلت سيقولون إننى أتدخل باسم سيادتك. قال مبارك: اعملوا أى حاجة لا يجب أن يظهر سامى مبارك فى البرلمان. ولم يستطع وزير الداخلية إسقاط شقيق الرئيس ودفع الثمن منصبه. هل عرفتم لماذا نفخر بأننا عملنا مع فؤاد سراج الدين؟