رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأطفال دائمًا يصنعون البطولات في كل زمان.. فهم على الدوام أيقونة المقاومة وشرارة الثورة وعنوان الانتصار.. وهم روح النضال المتأجج الذي لا يخفت بريقه تحت وطأة إرهاب فاجر أوحاكم مستبد أو احتلال غاشم.

عندما تشاهد الأطفال العرب، في مرمى النيران، أو التشريد والترويع والتهجير، دفاعًا عن شرف وجودهم، لا تجد مفرًا من الانحناء، إعجابًا وفخرًا واعتزازًا بهم، حتى لو كانوا مضرجين في دمائهم.

هؤلاء «الصغار» الذين يحلمون بغد أفضل، ومستقبل مشرق، هم أكثر شجاعة من «كبار» متخاذلين خانعين مرتعبين.. لأنهم لا يعرفون لغة المصالح أو لعبة التوازنات الإقليمية والدولية، ولا ينتابهم أي خوف!

في بعض الدول العربية، تبرز مشاهد قاسية تُعيد رسم خارطة «النخوة العربية» التي كانت مضرب الأمثال.. مشاهد حقيقية أبطالها أطفال في عمر الزهور، لم يعرفوا معنى الجُبن أو الاستسلام، ولم يعتنقوا غير الحرية دينًا، في زمن كثر فيه العبيد!

هؤلاء الأطفال في اليمن وسوريا وفلسطين وليبيا والعراق، هم ضحايا إرهاب أسود ونزاعات مسلحة وأنظمة مستبدة، دونما شفقة أو رحمة.. ومن لم يُقتل أو يُعتقل أو يُهجر أو يُشرد مع أسرته، كان مصيره الموت بالأوبئة والأمراض الخبيثة!

دائمًا نجد هؤلاء الأطفال في مقدمة الصفوف، يبدأون الكفاح والنضال والمقاومة ضد الإرهاب والعدوان والاستبداد والاحتلال، يتبعهم «الخانعون» مرغمين في الصفوف الخلفية، في حيرة من أمرهم، لا يعرفون ماذا يفعلون!

في كل هذه الأحداث المؤسفة والمروعة، نجد وراء كل طفل منهم حكاية تُروى بالدماء الطاهرة.. زهور في عمر التفتح تغتالهم آلة الحرب والقصف، من الإرهابي والمحتل والمستبد على السواء، والهدف في الحالتين واحد، هو القضاء على شعاع نور قد يولد من جديد.

إن نصف عدد الشهداء واللاجئين في تلك البلدان تقريبًا من الأطفال، الذين فقدوا أرواحهم الطاهرة، ثمنًا لصمت دولي مريب وخذلان ذوي القربى، الذين لم تكفهم الأرواح التي أزهقت لوقف هذه المجازر بحق أطفال أبرياء.

المشاهد الآتية من تلك البلدان، بشعة ومؤلمة، والصورة لا يمكن وصفها أو تحملها أو اختزالها، حتى أولئك الذين يرفعون شعارات عقائدية زائفة، لم يمنعهم فجورهم من استهداف الأطفال واغتيال البراءة والزهور التي لم تتفتح بعد.

نتصور أن ضمير العالم مات؛ لأنه ببساطة فقد الإحساس والنخوة، وبات الذل والهوان يجري في عروقه، ونصرة الضعيف اختفت من قواميسه، بل إنه اعتاد الأمر واستمرأ المهانة والخنوع الذي يأباه «الأطفال» الأبطال، الذين يدفعون حياتهم ثمنًا بخسًا لحريتنا وكرامتنا.

المشاهد المؤسفة، من تلك البلدان «المدمرة»، يندى لها جبين الإنسانية، حيث تبدَّلت فيها أحلام الطفولة، التي أصبحت قابعة بين ظلمات ثلاث.. الجوع والفقر، والمرض، والحروب المستعرة!

صور مؤلمة لهؤلاء الأطفال، أحدهم يحلم بالبقاء على قيد الحياة بعد أن خسر أشقاءه وأصدقاءه، وآخر يحلم بالموت للحاق بوالديه الذين فقدهم جراء الغارات الباطشة، والثالث يحمل صورة أمه ودموع العين تحكي أحلامًا تتكسَّر لها القلوب.. يمسك الصورة بشدّة، يريد الدخول إليها فاتحًا ذراعيه لحضن أمه، قائلًا: متى تخرجين كما وعدني أبي؟!

إن أعباء الإرهاب والحروب والاقتتال في بعض الدول العربية، جعلت ملايين الأطفال يعيشون أزمة إنسانية لم يشهدها العالم من قبل.. معاناة واحدة، وإن اختلفت مسبباتها.. معاناة ستبقى وصمة عار في جبين الإنسانية، وخيانة عظمى لكافة القوانين الأممية التي تحمي حقوق الأطفال في الحرب والسلم!!

[email protected]