عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لله والوطن

يظل مشروع ازدواج قناة السويس المعروف باسم «قناة السويس الجديدة» رمزاً لإرادة المصريين، وقوة وصلابة الشعب المصري في مواجهة تحديات مرحلة من أصعب المراحل التي مر بها الوطن.. ناهيك عن القيمة والأهمية الاقتصادية والاستراتيجية للمشروع.. فقد كان تنفيذه ملحمة وطنية حقيقية للشعب المصري الذي يعد البطل الحقيقي وراء نجاح هذا المشروع وتوفير التمويل اللازم له والمقدر بنحو 64 مليار جنيه في ثمانية أيام فقط، أضف إلى ذلك تنفيذ المشروع في وقت قياسي.. عام واحد.. وهو إعجاز عملي شهد له العالم كله.

•• ما أحوجنا اليوم

ونحن نحتفل بمرور عامين على اكتمال المشروع وتشغيله.. إلى استنهاض هذه الروح الوثابة.. وشحذ همم هذا الشعب الصابر المكافح من جديد.. بعد أن أنهكته فاتورة إجراءات الإصلاح الاقتصادي.. وتقبل صاغرا أن يتحمل كل العناء والمشقة والغلاء ويذوق آلام الضنك والحرمان.. أملا في شروق فجر جديد يجني فيه ثمار تعبه وصبره.. وإن طال الزمان.. ورغم كل ما يبدو من سلبيات في المسيرة الإصلاحية.. منها ما يتعلق بترتيب الأولويات.. وما يتعلق بغياب البرامج الزمنية الواضحة التي تحدد الأهداف وتوضح الحقائق حول ما يتحقق وما ينتظر تحقيقه.. ومنها أيضا ما يتعلق بنقص شفافية بعض الإجراءات.. والاعتماد بشكل كبير في تمويل هذا الإصلاح بسياسات مالية وضريبية ضاغطة بصورة تبدو أثقل من قدرات الشعب.. إلا أنه مازال قادرا على التكيف معها والصبر عليها.. في انتظار الفرج القادم بإذن الله.

•• لا ننكر

أن هناك جدلاً لا يزال دائراً.. بعضه موضوعي.. وأغلبه مغرض وخبيث.. حول الجدوى الاقتصادية للمشروع في ظل ما حدث من تراجع فى إيرادات بعض الشهور.. وهي ظاهرة سبق تفنيدها وتحليلها وتحديد أسبابها بالحقائق والأرقام .. والتي تتعلق في مجملها بتطورات وأمور لاحقة لا تعود الى المشروع نفسه.. مثل تراجع أسعار البترول وتغير ظروف سوق النقل البحري والظروف المالية والاقتصادية العالمية بشكل عام.. والتي أثرت بشكل لافت على حركة التجارة الدولية.

ولذلك نقول دائما للمجادلين والمشككين: إن مشروعا بحجم وأهمية قناة السويس لا يمكن اختزاله أبدا في مسألة زيادة أو تراجع الإيرادات.. مع إهمال معايير واعتبارات أخرى أكثر أهمية.. كتلك التي تتعلق بالعائد السياسي والاستراتيجي للمشروع.. ودوره في تصدير صورة إيجابية ومشرقة عن الدولة المصرية النامية.. بعد سنوات صعبة من التراجع والانعزال والتخبط والتضرر من الحرب ضد الإرهاب.

•• لكن

للأسف.. مازال بيننا من المحبطين والمغيبين والمخدوعين.. والمغرضين المخادعين.. من تعمى أبصارهم وبصائرهم.. عمدا أو جهلا.. عن حقيقة أن طبيعة مشروع قناة السويس الجديدة باعتباره مشروعاً استراتيجياً كبيراً.. تعني أنه لن يحقق عوائده إلا على المدى البعيد.. شأنه في ذلك شأن كل المشروعات الاستراتيجية الكبرى في دول العالم أجمع.. أضف إلى ذلك أن جزءاً كبيراً من عوائد المشروع يتمثل في المرحلة الثانية منه.. وهي مرحلة المشروع العملاق الآخر لتنمية منطقة قناة السويس.

وهذه حقيقة جرى توضيحها تماما قبل بدء تنفيذ مشروع الحفر.. من خلال البحوث والدراسات المعلنة.. وكذلك عند الإعلان عن طرح «سندات القناة» التي تم استخدام جزء من حصيلتها في مشروع الحفر والآخر في مشروع التنمية.

•• ونعود لنؤكد

أن مشروع قناة السويس الجديدة إذا ما تم النظر إليه بنظرة موضوعية وطنية شريفة.. قد حقق بالفعل الهدف السياسي والاستراتيجي والمعنوي له.. رغم كل ما وجهت له من طعنات. أما على المستوى الاقتصادي فقد تحقق أيضا جانب كبير من أهدافه.. ويتبقى العائد الأكبر الذي سيتحقق إن شاء الله باكتمال مشروع تنمية منطقة القناة الذي يجري انجازه في صمت.. والذي يمثل ملحمة بطولية لا تقل أهمية عن مشروع الحفر ذاته.