عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

ما أشبه اليوم بالبارحة.. فقد تحولت قضية وزير التموين الأسبق الدكتور خالد حنفى إلى لغز آخر.. يضاف إلى لغز قضية الدكتور محيى الدين الغريب وزير المالية فى عهد حكومة الدكتور كمال الجنزورى الأولى.. تلك القضية التى ما زالت تمثل لغزًا كبيرًا.. لا يمتلك مفتاح حله إلا ثلاثة أشخاص.. أحدهم هو الدكتور الغريب نفسه.. والثانى الدكتور الجنزورى.. ثم شخص ثالث مجهول.. لا نعرف ما إذا كان على قيد الحياة أم توفاه الله.. يتهمه «الغريب» بتلفيق القضية.. لكنه ما زال يتكتم اسمه ويحتفظ بسره حتى اليوم.

•• القضية

وقعت أحداثها فى بدايات «الألفينات».. واشتهرت باسم «قضية الجمارك الكبرى».. حيث أحيل الوزير آنذاك إلى المحاكمة.. متهمًا هو ورئيس مصلحة الجمارك على طه و5 مسئولين ورجال أعمال بإهدار 34 مليون جنيه من أموال الجمارك.. وكان ذلك بعد حوالى عام من إقالة الدكتور كمال الجنزورى من رئاسة الحكومة.. حيث كان الغريب أحد رجال الجنزورى وأهم وزرائه.

وفى مايو 2003.. أصدرت محكمة أمن الدولة العليا الحكم بسجن «الغريب» 8 سنوات.. قضى منها نحو 3 سنوات.. قبل أن تصدر محكمة النقض حكمًا نهائيًا ببراءته والإفراج عنه.

•• أثناء المحاكمة

وقف أعضاء الدفاع عن أحد المتهمين فى القضية أمام هيئة المحكمة، وهو يشير إلى الوزير السابق قائلًا: «إننى لا أجد فى هذه القضية قضية.. بل إن الأساس فيها هو هذا الرجل.. لأنه مطلوب.. مطلوب».!!

وهذه المقولة فسرها بعد ذلك الدكتور الغريب نفسه بعد أن حصل على حكم البراءة من النقض بقوله: «أنا أعرف لماذا تمت محاكمتى.. وأعلم تمامًا لماذا ومن هم وراء الزج بى فى هذه القضية.. لكننى لا أريد التحدث فى هذا الموضوع».

•• وزاد «الغريب» على ذلك مؤكدًا أن هناك سرًا سيظل يحتفظ به مدى الحياة حول هذه القضية.. كما رفض كشف اسم الشخص الذى كان وراء القضية.. إلا أنه ألمح إليه وقال: «إنه ما زال موجودًا وأتمنى ألا يُظلم آخرون.. ولدى يقين أنه لن يفلت من عقاب الخالق سبحانه وتعالى.. فإما أن يصاب بمرض.. أو يدخل نفس السجن الذى دخلته».. كما ألمح إلى أن القضية لم يكن هو المقصود بها وحده.. بل هى جزء من حملة «تصفية حسابات» مع «الجنزورى» نفسه.. قادها شخص أصبح مسئولًا كبيرًا فى الدولة بعد ذلك.

•• والعبرة هنا

هى أن هناك «مافيا فساد» و«شبكة مصالح» غامضة وخفية.. غالبًا ما تكون وراء تحريك أحداث وقضايا.. نفاجأ بها وننقاد وراء التفاعل معها.. بحسن نية من جانبنا.. وبسوء نية من أطراف ثالثة.. تتلقف مثل هذه الأحداث لتنفخ فى كيرها.. وتصب فوق نيرانها المزيد من الوقود.. لإشعال الحريق فى البيت كله.

•• فها هو خالد حنفى تظهر التقارير الرقابية والتحقيقات الرسمية براءته مما نسب اليه من اتهامات فساد فى القضية المعروفة إعلاميا باسم «قضية فساد القمح».. لكن يبقى اللغز هو: من الذى كان وراء ذبح الوزير الأسبق؟ ولماذا؟