رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

عاد بنا الدكتور على مصيلحى وزير التموين إلى أزمة الوزارة التى يتولى حقيبتها وعقدة كل وزير.. الأزمة واحدة لا تتغير.. والوزراء فقط هم المتغيرون.. يذهب وزير ويأتى آخر ونحن ندور فى فلك أزمة الرغيف والدعم.. هناك وزراء يؤثرون السلامة ويسيرون على درب من سبقهم دون تفكير.. وهناك آخرون يجتهدون ولا يقبلون الاستسلام.. الغريب أنه لا المستسلم ولا المبتكر ولا الحالى ولا السابق ولا الأسبق استطاعوا أن يتوصلوا إلى حل لهذه الأزمة.. كلها مسكنات ولم يأت بعد من يمسك بمشرط الجراح ليقضى على هذا الصداع المزمن.

عاصرت وزراء التموين منذ الدكتور جلال أبوالدهب رحمه الله وحتى مصيلحى «1» ومصيلحى «2» وأقصد هنا مصيلحى عندما كان وزيرا قبل الثورة وبعدها وهذا لا ينطبق إلا على الدكتور مصيلحى والدكتور الجنزورى.. عاصرت وزراء التموين وأزمة رغيف الخبز على مدار أكثر من 20 عاما منها سنوات كنت فيها محررًا لشئون التموين وسنوات أخرى كنت محررًا لشئون مجلس الوزراء.

كان الدكتور جلال أبوالدهب أول وزير تموين أقترب منه، وأشهد بأنه كان شجاعًا وفترته كانت من أصعب الفترات.. أدار أزمة الرغيف إدارة كلاسيكية دون ابتكار، وربما رجع ذلك إلى الوضع الاقتصادى المتدهور وقتها.. رفع الدكتور أبوالدهب شعار لا مساس وكان يعنى لا مساس بالدعم ومحدودى الدخل، ودخل فى معارك كثيرة مع أطراف منظومة الخبز خاصة أصحاب المخابز  وكان ينجح مرة ويفشل مرات واستمر هو على ذلك، واستمرت أزمة الخبز على هذا النحو حتى آخر يوم له بالوزارة.

وعندما تولى الدكتور أحمد جويلى رحمه الله حقيبة وزارة التموين استبشرت خيرا.. فالرجل كان له تجارب ناجحة فى الإدارة والاقتصاد قبل تولى منصب الوزير، وكانت تجربة محافظة الإسماعيلية خير دليل على ذلك.. اقتربت من الدكتور جويلى فى وزارة التموين وكان من أعظم الشخصيات التى يمكن أن يعرفها الإنسان فى حياته.. كان  يحمل لقب وزير الفقراء.. كان شغله الشاغل المواطن الفقير.. كان همه هو توفير رغيف الخبز والسلع المدعمة للمواطن غير القادر.. كان يصطدم بالكثير من الوزراء دفاعا عن الغلابة.. كان سفيرهم فى مجلس الوزراء.. كان ينتصر فى كل معركة يدخلها.. لم يرهبه قوة وزراء المجموعة الاقتصادية المعارضين لسياساته التى تنحاز للفقراء.. أنصفه الرئيس مبارك وقتها فى عدة معارك أذكر منها معركة شركات المجمعات الاستهلاكية التى رفض الدكتور جويلى القضاء عليها ونقلها إلى وزارة قطاع الأعمال وتمسك بتبعيتها لوزارة التموين حتى تستطيع أن تؤدى دورها.. كان الرجل يفعل ذلك عن قناعة، وربما ساهمت جذوره الريفية فى تكوين هذه الصفات فهو ابن قرية نكلا العنب بمحافظة البحيرة.. نجح الدكتور جويلى فى ضبط منظومة الخبز بدرجة كبيرة ساعده فى ذلك قوة شخصيته وعلاقاته الطيبة بمختلف الأطراف بالإضافة إلى خلفيته الجامعية فقد كان أستاذا للاقتصاد الزراعى.. والأهم هو خبرته فى التعامل مع منظومة الخبز التى اكتسبها عندما كان محافظا للإسماعيلية.. تمكن الدكتور جويلى من ترويض المتمردين وتعاون معه أطراف المنظومة فى التموين وقطاع الأعمال والمخابز والغرف التجارية والإعلام وكان ناجحا فى المتابعة، وتمكن من ضبط منظومة الخبز بدرجة كبيرة خاصة أن عدد السكان وقتها لم يكن قد وصل إلى المرحلة التى وصلنا إليها الآن.

كان نجاح الدكتور جويلى فى ضبط منظومة الخبز مؤقتا وعادت الأزمة من جديد بعد خروجه من الوزارة، واستمرت حتى يومنا هذا، وما زلنا فى تجارب ربما تطول ولن نقضى على هذا الصداع المزمن إلا بتحويل الدعم العينى إلى دعم نقدى وهو ما سنتناوله فى المقال القادم إن شاء الله.