عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اسمحوا لي

بعد الحفلة الختامية في مهرجان المسرح المصري اعترض كثير من المسرحيين علي الجوائز وعلي بعض التغيرات التي حدثت في المهرجان، وكان من أهم الاعتراضات والاسئلة التي طرحت هي لماذا تم حجب جوائز التأليف هذا العام أيضاً بعد أن حجبت في عام 2015 ؟ وهل ستصبح سمة من سمات هذا المهرجان؟

وهل هي صدفة أن تكون التوصيات النهائية في المهرجان مستوحاة من توجهات الإرشاد القومي؟ أو وزارة الإعلام؟ ولماذا ألغيت بعض الجوائز مثل جائزة أفضل تعبير حركي جائزة أفضل ممثل دور تاني رجال جائزة أفضل ممثلة دور تاني نساء، جائزة أفضل دعاية، في حين أضيفت جائزة وحيدة هي جائزة المقال النقدي وقيمتها٢٥ ألف جنية ؟ ولماذا يتحول مهرجان المسرح المصري الذي يحتفي بشباب المبدعين المصريين إلي مهرجان مصري عربي؟

والحقيقة أن الإجابة عن اغلب الأسئلة التي طرحت تمثل مأزقاً حقيقياً لمن يريد ان يجيب فهي قد تحمل في طياتها بعض الاتهامات بالتربيط أو الإقصاء أو مصالح شخصية ولأني لا أعترف بالشكوك وبالكلام المرسل فقد يكون بعضها محض صدفة ودون قصد، إلا أن جوائز المؤلف المسرحي والبيان الختامي الذي كتب كانوا مع سبق الإصرار والترصد، فالبيان يحتوي علي سابقة خطيرة، حيث وضعوا المسرح في مقام أدني من مقامه العالي فهو لا يتعامل مع الحوادث الآنية مثله مثل الجرائد السيارة أو البرامج التليفزيونية، بل هو الفن الأرقي والأكثر تكثيفاً ونبلاً.

 إن وجود مسرح يقدم عروضه بشكل يومي وجماعة تعمل في ظروف قاسية وصعبة هو فعل من أفعال المقاومة من أجل حياة أفضل وأوطان أرقي دون إرهاب أو تمييز.

إن الفنان المسرحي ليس معداً تليفزيونياً، وهو لا يتناول أحداث الوطن والمجتمع اليومية، لأنها مهمة الإعلام أن يتناول في برامجه عرض الأحداث اليومية وعرض برامج الحكومة و الأخطار والمكائد التي يتعرض لها الوطن بشكل مباشر أو غير مباشر. أما في المسرح فلا يستطيع أي نظام مهما كان سلطوياً أن يجبر مؤلفاً مسرحياً علي تقديم مسرحيات دون قناعة وإيمان من الكاتب نفسة،لأن المسرح بطبيعته وكينونة وجوده علي يسار أي نظام.

ولأن الشيء بالشيء يذكر فهل يا تري حجبت جوائز التأليف لأنها لم تتناول ما يرضي توجهات اللجنة؟ أو لأنهم لم يروا في شباب المؤلفين ما يستحق الجائزة ؟ وكيف تستطيع اللجنة أن تقيم عرضاً ليكون الأفضل أو الأحسن دون نص فيه أي بادرة جيدة يستحق عليها المؤلف جائزة في حين أن هذا النص نفسة أتاح للمخرج ومجموعة العمل أن يبدعوا ويتألقوا حتي إنهم نالوا جوائز عن هذا النص؟ وأليس في البيان الختامي نفسه مفارقة محزنة، فهي تطالب المؤلفين بتناول موضوعات بعينها في نفس الوقت الذي أعطت فيه جوائز للشكل المسرحي دون المضمون وهو النص؟ إن كل إبداع حركي تمثيلي غنائي تشكيلي أساسه الفكري والفني هو النص المسرحي ولبنات تألقه في داخل النص المسرحي مهما تعددت الأساليب الإخراجية أو الفنية.

إن اللجنة في الوقت الذي تنتقد النصوص لضعفها وكذلك بعدها عن التصدي للحرب علي الإرهاب تطالب المؤلفين بالعمل وفق الأولويات التي تراها ملحة أي أنها تحاول أن تفرض الوصاية علي شباب المؤلفين! أو من الممكن أن تصنف علي أنها ضيق أفق.

ويا رب العام القادم يكون المهرجان موجوداً وألا يتحول إلي مهرجان المسرح العربي أو الأفريقي أو الشرق أوسطي؟ ورسالة أخيرة إلي شباب المسرحيين المصريين حافظوا علي مهرجانكم فالرؤساء يتغيرون واللجان الظالمة تتغير واللوائح التي تجاهلت مواهبكم ليست قرآناً مجيداً وسوف تتغير المهم أن تظلوا أوفياء لفن المسرح.