رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بريق الأمل

 

الشباب هم صمام الأمان، وقوة للأوطان، وهم عُدَّة الأمم وثروتها وقادتها وانطلاقا من إدراك الرئيس عبدالفتاح السيسي أهمية الشباب كونهم قادة المستقبل، وحرصه على التواصل معهم من خلال المؤتمرات الدورية بهدف إعداد جيل قادر على صناعة القرار يشارك في الرؤية المستقبلية لمصر. وفي مشهد يقشعر له البدن تمت مشاركة أكثر من 1500 شاب من شباب مصر وعرض مؤتمر الشباب فى الإسكندرية، فيديو تسجيليا، عن النماذج الشبابية الناجحة، فى الجلسة الختامية بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى.

أحد هذه النماذج الشبابية، شاب حصل على العديد من الجوائز من مراكز أبحاث من كندا وألمانيا وفرنسا، وهى عبارة عن دعم مادى، وذلك عن أبحاث فى تكنولوجيا النقل البحرى.

وشاب آخر، تمكن من ابتكار فكرة المتحف الذكى، وحصل على العديد من الجوائز، نتيجة لهذا الابتكار.

وآية طه مسعود، فتاة من ذوى الاحتياجات الخاصة، لديها ضمور فى العضلات، لكنها تكافح وتحاول أن تتعلم رغم الصعوبات التى تواجهها.

ومن بين النماذج الشبابية الناجحة، اللاعبة نور الشربينى، التى حصلت على بطولة كأس العالم فى الاسكواش.

وكان وجود الشاب الرائع ياسين الزغبى، وسط حضور المؤتمر الوطنى الرائع للشباب بالإسكندرية، هو أقوى رسالة يمكن أن تخرج بها من المؤتمر، رسالة تحمل الكثير من المعانى، أهمها أن من يملك الإرادة قادر على تحدى كل الظروف والتحديات، مهما كانت المصاعب التى يواجهها، فالإعاقة ليست فى الجسد، وإنما فى العقل والتفكير، فمن يريد العمل لن يمنعه أحد ولا أى شىء مادام قد امتلك إرادة العمل. «ياسين» شاب لم تمنعه الإعاقة الجسدية من أن يجوب خمس محافظات ليجمع مشاكل شبابها وعرضها على مؤتمر الإسكندرية، فعل ذلك لأنه يؤمن بأن له دورا فى بناء الوطن عليه أن يؤديه، كما انه يؤمن بأن الإعاقة لم ولن تكون فى الجسد، بل هى إعاقة العقل، فمن يملك العقل والإرادة لن يقف أمامه أحد، ونتيجة لعمله واجتهاده استقبله المؤتمر بحفاوة شديدة، وأحسن الرئيس عبدالفتاح السيسى استقباله واستلام ما لديه من شكاوى واعداً بحلها، مؤكداً بذلك حقاً أن قوة مصر فى شبابها.

جلس «ياسين» على يسار الرئيس «السيسى»، وفى اليمين جلست الفتاة مريم فتح الباب، واحدة من أوائل الثانوية العامة، وهى نموذج حى وقدوة للشباب، إذ أرادا أن يتحديا الظروف ويقهرا كل الصعاب ما داما قد امتلكا الإرادة، الكل يعرف قصة «مريم» التى تحولت إلى أيقونة للتفوق، فجاء التكريم الرئاسى لها فى مؤتمر الشباب، وكأن الرئيس يقول للجميع إنه ليس مهماً أن تكون فقيراً أو غنياً، المهم تفوقك واجتهادك، فهو البوابة التى يمكن أن تعبر من خلالها إلى كل الأحلام التى تسعى إليها.

كلنا ندرك أن ظهور «ياسين» و«مريم» بجوار الرئيس فى مؤتمر الإسكندرية أسعد الملايين من المصريين، وفى نفس الوقت أزعج آخرين ممن لا يريدون لمصر أن تفرح بأبنائها، وتابعنا كثيراً كيف حاول عناصر فى الداخل والخارج إفساد فرحتنا بشبابنا بتويتات تشكك فى كل شىء، لكن لأن المصريين يدركون جيداً نوايا هؤلاء السيئة، فكانت ردودهم على هؤلاء قوية، وألزمتهم جميعاً بالصمت، خاصة من يطلقون على أنفسهم النشطاء ممن لا يتحركون إلا بأوامر ممن يدفعون لهم مقابل ما يكتبونه، وكم كنت سعيدا حينما رأيت وتابعت كيف احتفى شباب مصر بوجود «ياسين» و«مريم» فى الصفوف الأولى للمؤتمر، وهما يجلسان بجوار الرئيس، وفى نفس الوقت يوجهان لطمات قوية لحزب المخربين.

بخلاف «ياسين» و«مريم»، كانت هناك رسالة أخرى مهمة من شباب مصر، الذى رفض أن يتقوقع على نفسه، بل أراد الانفتاح على العالم ليتحاور معه ويصل مع أقرانه من شباب العالم إلى صيغة وآلية للتفاهم حول التحديات التى تواجه الشباب بشكل عام، علهم يصلون إلى حلول واقعية لها، مع إيصال رسالة مهمة للجميع بأن شباب مصر هو الأمل والمستقبل، وأنهم السواعد التى تعمل على بناء الدولة الحديثة.

من الإسكندرية جاءت رسالة شباب مصر للعالم «لنحقق السلام بالحوار»، وهى الرسالة التى أتوقع أن تحدث حالة إيجابية لدى كل شباب العالم، خاصة المؤمنين بأن الحوار هو خير وسيلة للتعرف على الآخر، وانه مهما تباعدت المسافات، فإن التلاقى ممكن مادام هناك اتفاق على قواعد مشتركة يمكن أن نبنى عليها الحوار البناء، الذى يهدف إلى تحقيق التنمية والرخاء والاستقرار للجميع، وهى الرسالة التى يعمل على نشرها شباب مصر، معطياً للجميع نموذجا فى كيفية أن ينتج الحوار البناء المتوقع منه، كما حدث منذ انطلاق المؤتمر الوطنى للشباب بشرم الشيخ نهاية العام الماضى، فقبل المؤتمر لم يتوقع أحد أن يكون لدى شبابنا هذا القدر من الثقافة والمسئولية، وأيضاً القدرة على التحاور مع كل مسئولى الدولة على أرضية الوطن الواحد، الذى يستوعب الجميع، وكذلك أن يكون لدى الدولة ومسئوليها هذا القدر من استيعاب المطروح من الشباب، وتقبل ثقافة الاختلاف، ومع مرور الأيام تأكد يقيناً لدى كل المصريين أن هناك شيئا يتغير، والسبب أن الشباب باتوا فى بؤرة الاهتمام وشركاء فى الحل وتحمل المسئولية، وهو نموذج جيد يعتقد أن العديد من شباب العالم، خاصة المنتمين لدول العالم الثالث، يريدون أن يروه مطبقاً فى بلدانهم، وأن تتاح لهم فرصة المشاركة فى تحمل المسئولية.

ومع انتهاء مؤتمر الشباب بالإسكندرية، أجد نفسى عاجزاً عن شكر كل من ساهم فى رسم البسمة على وجوه المصريين، سواء كانوا منظمين أو من الحضور والنماذج المبهرة التى شاهدناها، لكن يبقى الشكر واجبا لشخص الرئيس عبدالفتاح السيسى ولمؤسسة الرئاسة التى استطاعت أن تجد آلية ناجحة فى التواصل مع المصريين.. شكراً لكم و«تحيا مصر».