عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

من نقطة الأصل

قمة العبث والجهل ألا يعلم حاكم تاريخ وجغرافية بلده.. ألم يعلم البشير وذنبه الترابى أن إنجلترا بالاتفاق مع الباب العالى هى التى وضعت الحدود الفاصلة بين شمال الوادى وجنوبه فى اتفاقية 1899 ولم تكن مصر طرفاً فى هذه الاتفاقية.. وشر البلية والجهل ما يضحك!. جنوب الوادى بكامله كان جزءاً من الأراضى التابعة للتاج المصرى، وفى هذا الإطار فتعيين حاكم من هنا أو هناك أو من أى إقليم بالدولة لا يعنى بداهة ضم أراضٍ أو تغيير حدود!

كل الفرامانات التى أكدتها كل الدول حينذاك نصت بوضوح تام على أن الجالس على عرش مصر تنضوى تحته بلاد النوبة ودارفور وكردفان وسنار.

الدستور المصرى فى 1880 أوضح بجلاء الوحدة بين مصر والسودان التى أثمرت انتحاب مجلس النواب المصرى آنذاك.. إلى الجهلاء والمرائين الذين كانوا يرددون أن مصر كانت تحتل السودان.. أقول هل كان توحيد الوجهين القبلى والبحرى احتلالاً من وجه للآخر؟!.. قمة الجهل بالأنساب والأعراق وجهل أفدح بالتاريخ والجغرافيا لحوض النيل.

إن مصر والسودان وطن واحد وشعب واحد هو شعب وادى النيل الذى جمعه ولا يزال يجمعه صلات الدم وصلات الرحم.. خطأ جسيم القول بأنهما شعبا جوار.. وهما شعب واحد.. وطن لا يفصل بين أقاليمه أية حدود.. يربط بين كل مواطنيه ما جعل الخالق منه كل شىء حى.. الماء والدماء.. ماء نهر النيل ودماء أواصر القربى وصلات الرحم.. نيل.. دم.. رحم.. قربى ومودة!.. فأنى للمغرضين أن يخربوا هذه العلاقة الأزلية.. الأبدية!

المستعمر لا يقيم تعليماً ودور عبادة فى طول البلاد وعرضها بداية من المسجد الذى بناه الأمير عمر طوسون فى جوبا بجنوب السودان وأيضاً مسجد المالاكال ومدارس الأمير فاروق والنادى المصرى بالخرطوم وفرع جامعة فؤاد مؤخراً بها بالإضافة إلى الكثير من دور العلم والعبادة والمكتبات والمعسكرات وتحتاج إلى مقالات أخرى!.. وأخيراً وليس آخراً شعب وادى النيل شعب واحد وليس شعبى جوار.. لا يوجد مصرى لا تجرى فى عروقه الدماء السودانية أو سودانى لا تسرى بشرايينه دماء مصرية.

أما الحقيقة الكبرى والتى قد يجهلها الكثير حتى من الكتاب والمؤرخين هى أنه فى حين كان أحد الأحزاب الكبرى السودانية ينادى بالانفصال، والذى سارع بإرسال برقية باسم لجنة الدستور – الذى شارك فى تكوينها الحاكم الإنجليزى آنذاك – إلى ليك سكس سكرتير عام هيئة الأمم المتحدة تستحثه فيها على تأكيد فصل السودان عن مصر بعد إلغاء النحاس باشا معاهدة 36 واتفاقيتى 1899!.. المفارقة أن ممثل جنوب السودان وقتها رفض.. نكرر رفض التوقيع عليها.. إنه كان بون دايو ممثل الجنوب!