رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ربما نتفق جميعاً أن المسرح يعتبر من أقدم الفنون التي مارسها الإنسان منذ بداية البشرية، وهو مؤشر بليغ على تقدم الأمم وازدهارها، ويطلق عليه جموع المفكرين والأدباء (أبو الفنون)، لعراقته واحتوائه على عناصر من الفنون الأخرى ففيه نجد الأدب والشعر والتمثيل والموسيقى والغناء، لذلك تعتبر المناهج الممسرحة من أمتع الألوان الأدبية التي يميل إليها المتعلمون بمختلف أنماطهم، لأنها تبعث فيهم النشاط والحركة والحيوية وتحببهم إلى المؤسسة التعليمية التى ينتمون إليها سواء المدرسة أو الجامعة أو المعهد. والتعريف التطبيقى لمسرحة المناهج هى عملية تنظيم المناهج الدراسية وتنفيذها في قالب مسرحي أو درامي بهدف اكتساب التلاميذ المعارف والمهارات والمفاهيم والقيم والاتجاهات، ما يؤدي إلى تحقيق الأهداف المنشودة بشكل مثير ومشوّق، ومسرحة المناهج تنقسم لمحورين، أولهما تعليمي وثانيهما ترفيهي.

أما المحور الأول فهو الأساس ويتعلق بمضامين المقررات الدراسية والمحور الثانى يتعلق بتقديم المادة العلمية بأسلوب ممتع وترفيهى لنفوس الدارسين والمتعلمين، ومن عوامل وجود الترفيه والمتعة في مسرحة المناهج هو استخدام الأغنية والصورة المرئية والحركة كعوامل إثارة وجذب، لذلك فإن من مآخذ تطبيق عملية مسرحة المناهج أنها تجعل الطالب يعتمد على العمل المسرحى الذي يقدم بعض ملامح المنهج التعليمي وليس محتوى المنهج، لأن مسرحة المناهج تقدم قشوراً من المادة وليس المادة كاملة، ما قد يجعل بعض الدارسين غير مهتمين بباقى محتوى المناهج وتفاصيله، لذلك يجب الاهتمام بإعداد السيناريو المقدم داخل المسرحية ليشمل كل محتوى المنهج بشكل مثير ومفيد لكل أنماط الدارسين.

ومن مقالى هذا بـ«الوفد» أطالب البيت الفنى للمسرح بإحياء تجربة (المناهج الممسرحة) وتشمل عروضاً تليفزيونية تحتوى على مواد تعليمية وعرضها على القنوات التعليمية المصرية على الـ«نايل سات» مثل مسرحة مادة التاريخ لتوثيق الأحداث التاريخية عبر العصور المختلفة وهذا له أكبر الأثر في تكوين وعي الطلاب، وهذا المشروع يقوم على ثلاثة محاور أساسية، أولها (منهجي) يقوم على مسرحة مناهج الوزارة وثانيها (تربوي) يقوم على تنشئة المتعلم لاستيعاب المفاهيم الصحيحة لمعنى حب الوطن ونبذ الإرهاب والانتماء والتسامح والحرية.

وثالثها خاص بـ(التشغيل) بحيث ينتدب البيت الفنى من طرفه مجموعة من الباحثين المسرحيين الى مؤسسات تعليمية ومدارس وجامعات ومعاهد لإعادة الفترات الدراسية المتعلقة بالمسرح والموسيقى والأنشطة الى الجدول الدراسى ولكن هذا المشروع يحتاج إلى إمكانات ودعم أكبر لذلك أطالب وزارات التربية والتعليم والتعليم العالى والثقافة بالتكاتف وعقد البروتوكولات والاتفاقيات ومتابعة تنفيذها وتطبيقها على مستوى الجمهورية لتنفيذ المشروع بشكل أكثر توسعاً مع توفير مسرح مجهز في كل إدارة تعليمية بالمحافظات ولا مانع من تعاون قصور الثقافة بالمحافظات لتفعيل أساليب وأنشطة (مسرحة المناهج التعليمية) بشكل إيجابى بدلاً من هجرة طوائف الشعب من هذه القصور وإغلاقها معظم الأوقات، نتيجة عدم وجود أنشطة فعلية تخدم المجتمع وهذا التعاون يتمثل فى استخدام مسارح قصور الثقافة ومكتباتها والوسائل التكنولوجية إن وجدت والكاميرات وآلات التصوير الفوتوغرافى. ولكن نأخذ فى الاعتبار رأى الأدباء والمفكرين أنه يبقى المسرح مسرحاً والمنهج منهجاً بمعنى أنه بجانب تطبيق مسرحة المناهج يجب أن نهتم بعلاقة المعلم بالطالب وهي علاقة مباشرة وحية وتزامنية، لأن مسرحة المناهج استراتيجية تعتمد على تفاعل طلاب مع طلاب أو متعلمين مع متعلمين آخرين. وطبقاً للمراجع العلمية، فإن أنماط النشاط الدرامي الممسرح متنوعة مثل التمثيل الصامت «البانتومايم» Pantomime.

وتعتمد على التعبير الحركي بواسطة الجسم ولعب الأدوار( Role Playing)  وهى طريقة تدريس يؤدي فيها الدارسون الأدوار الرئيسية لما يراد تمثيله، ومن الأنماط أيضاً المواقف التمثيلية ( Simulation)  وهي نماذج لمواقف واقعية وأيضاً نمط المسرحية (Drama)  وهي نص سبق إعداده ويستخدم فيها الملابس والديكورات وما يلزم لتنفيذ المسرحية، ولا نغفل أيضاً نمط التمثيل بالدمى والعرائس ذات الخيوط وهي محببة إلى نفوس الدارسين، خاصة صغار السن منهم. وعلى الجانب الآخر، فإن خطوات التدريس المقترحة وفقاً لاستراتيجية مسرحة المناهج هى: أولاً: مرحلة الإعداد للمسرحية وتتضمن تحديد المسرحية المناسبة للمتعلمين واختيار الممثلين و تحديد أدوارهم وإعداد الديكورات والملابس المناسبة، وثانياً: مرحلة تدريس المسرحية وتتضمن التهيئة واستثارة حماس الدارسين وعرض المسرحية إما مبرمجة حاسوبياً على برامج متطورة أو تمثيلها من قبل المتعلمين أنفسهم.

وثالثاً: مرحلة التقويم وتتضمن مناقشة المسرحية وتحليلها مع الدارسين وتقويمها، لذلك يتفق المفكرون على أن مسرحة المنهج هى تحويل الدرس إلى مسرحية يحدث من خلالها كل شيء بشكل تمثيلى لتسهل على الطلاب الفهم والتذكر ويستفاد بها في تنمية مهارات التعبير الشفوى.

[email protected]