رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

أنقذوا مريم فتح الباب، البنت المصرية المتفوقة المحترمة المؤدبة بنت حارس العمارة الذى عرف كيف يربى ويعلم ابنته على الخلق الحميد وعلى احترام الأب والأم وعلى الرضا وعلى العلم وعلى الوطنية وعلى الأمل.. أنقذوا هذه الفتاة المصرية النموذج المشرف والمشرق والمضىء لكل بنت مصرية تنتمى إلى طبقة عاملة وكادحة، وتعلم أن التعليم هو المخرج وهو الملاذ وهو الأمل فى أن ترتقى هى وأسرتها السلم الاجتماعى وتصعد من باب العمارة إلى أعلى نافذة بها من خلال علمها وتعلمها وقبل كل شىء أخلاقها التى اكتسبتها من أب فلاحى تمتد جذوره إلى طين الأرض.

مريم ليست فتحية فى نداهة يوسف إدريس تسقط فى براثن المدينة المتوحشة وتلتهمها أضواؤها ومدنيتها وعالمها الافتراضى البراق.. مريم ليست إحسان نجيب محفوظ فى القاهرة 30 التى تبيع نفسها وجمالها لتربى إخوتها وتستمتع بالحياة الرغدة فى علاقة دونية ورخيصة مع الباشا.. مريم ليست سندريلا التى تعيش مقهورة مظلومة تنتظر الساحرة والأيدى اللتين تخرجانها من دائرة الفقر والقهر والظلم لعالم سحرى وهمى فى الحكايات والقصص والأساطير.

 مريم هى حفيدة فاطمة تعلبة، وتد خيرى شلبى.. فاطمة هى فؤادة فى شىء من الخوف لثروت أباظة.. مريم هى ليلى فى الباب المفتوح للطيفة الزيات.. مريم هى بنت الست نعيمة زيزينيا أنور عكاشة، لذا فإن على الدولة والمجلس القومى للمرأة أن يكرما تلك الفتاة ويعتبراها شخصية العام النسائية لتكون مثلاً وقدوة للعديد من البنات والفتيات.. وأيضاً يتكفل المجلس بمنحها منحة دراسية كاملة حتى تتخرج فى الكلية التى ترغب فى الالتحاق بها.. لا نريد رجال أعمال يتولون أمرها ولكن نريد الدولة أن توفر لها ولأسرتها منزلاً فى شقق المحافظة أو مشروع السيسى أو إسكان الشباب هدية بسيطة لأسرة عظيمة وأب مكافح.. نريد من الجامعة التى تلتحق بها مريم أن تتولاها بالرعاية الإنسانية والاجتماعية والتعليمية حتى تكمل مسار العلم والتقدم.. نريد من وسائل الإعلام أن تكف عن ملاحقتها  واستجوابها حتى لا تفقد بوصلة التوازن النفسى والاجتماعى.. نريد جميعاً أن نرى بناتنا وأبناءنا على شاشات الدراما والسينما نموذجاً يحتذى مثل مريم حتى نؤصل لعدة مفاهيم وقيم نحن جميعاً نفتقدها ولا نعلم كيف نعيدها إلى قاموس حياتنا وسلوكنا اليومى.. أنقذوا مريم من الإعلام ومن المنافقين ومن التجاهل الذى سوف يعقب نجاحها كما حدث مع نجيبة فى الثلاثة يشتغلونها ليوسف معاطى، حين تمزقت الفتاة المتفوقة فى الجامعة بين اليسار واليمين والضياع حتى تجد ضالتها فى تعليم الصغار المزج بين العملى والنظرى أو بين الحياة والكتاب.. مريم بنت مصرية تحتاج من الدولة الرعاية والحماية المادية والعلمية والاجتماعية والثقافية وعلى كل مسئول أن يبحث عن مريم أخرى لنعيد لمصر وجهها المشرق المعبر عن الأمل وعن الغد وعن الحقيقة الغائبة.

 إن الفقر ليس مبرراً للسقوط، إنما الفقر هو فقر أخلاق وتربية وتعليم.. مريم بنت من مصر وعلينا جميعاً أن نفخر بها ونرعاها ونحميها من نفسها.. وممن حولها.