رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة عدل

قلنا بالأمس إن إحدى الدعائم الأساسية فى المجتمع التى يجب أن يوليها أهل الخطاب الدينى أهمية هى صفة العدل، وعدم الظلم والجور والإنصاف فى كل شىء. واليوم يجب أن يكون هناك معتقد راسخ وثابت للذين يقومون بالخطاب خاصة فيما يتعلق بالحقوق الواجبة تجاه الآخر. فالإسلام أعطى للآخر حقوقًا منها التمتع بالأمن من كل عدوان وظلم ويجب توفير هذه الحماية لغير المسلمين لما لهم من سلطة وجودية داخل المجتمع. وكان عمر رضى الله عنه يسأل الوافدين عليه من الأقاليم عن حال أهل الذمة خشية أن يكون أحد قدم إليهم أذى. وعلى بن أبى طالب يقول عن أهل الذمة «إنما بذلوا الجزية لتكون أموالهم كأموالنا ودماؤهم كدمائنا».

وقد أعلن فقهاء المسلمين من جميع المذاهب الاجتهادية أن على المسلمين دفع الظلم عن أهل الذمة والمحافظة عليهم لأن المسلمين حين أعطوهم العهد قد التزموا بدفع الظلم عنهم وصاروا من أهل الديار المسلمة. حق الحماية أوجبه الإسلام على أتباعه لغير المسلمين متضمنًا حماية دمائهم وأرواحهم وأعراضهم وأموالهم، وفى هذا الشأن يقول الله تعالى «ولا تقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون» ويقول تعالى «من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا».

وبلغ من رعاية الإسلام لحرمة الأموال والممتلكات أنه يحرم ما يعدونه- حسب دينهم- مالًا وإن لم يكن فى نظر المسلمين كذلك طبقًا لرأى الحنفية، وهذا يدل على اهتمام الدين بالآخر واعتبار ممتلكاته الخاصة تتمتع بنفس ما يتمتع به المسلم. وقد أمر الإسلام بالمعاملة الحسنة مع غير المسلمين وبشرط أن تكون قائمة على الرفق والسماحة فى جميع أمور الحياة وشئونها من البيع والشراء والحديث والخطاب بل فى كل المعاملات. والنبى «صلى الله عليه وسلم» يقول «رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى». وهذا النص يحض على السماحة فى المعاملة واستعمال معالى الأخلاق، وترك المشاحنة والتضييق على الناس والعفو عنهم.

وللحديث بقية

سكرتير عام حزب الوفد