عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

 

هل نحن فعلاً نهوى الفرفشة.. وبعد العشاء يحلو السهر والنعنشة.. واننا نسينا قيمة العمل ومثاليات: من جد وجد.. وعرق الجبين.. والرزق الحلال.

ولما كنا جميعًا نشكو من ارتفاع أسعار كل شىء.. ومنها الكهرباء والوقود.. ونعانى من انهيار الانتاج، مع تزايد الاستهلاك.. لماذا لا نواجه كل ذلك بالحد من الاستهلاك والكهرباء فى المقدمة.. ولماذا ـ عندنا دون منازع ـ يمتد الارسال التليفزيونى إلى ساعات الفجر الأولى بكل ما يتبعه  ذلك من نفقات على التسالى والذى منه، ومن ساندويتشات، قبل القعدة وخلالها.. ولماذا نجد عندنا أعلى ساعات مشاهدة قد تمتد إلى 10 ساعات، كل يوم.. وهى ساعات تزيد كثيرًا على عدد الساعات التى نعمل فيها.. وكأننا فى سباق مع إهدار الوقت وقتل الزمن.

<  هل="" الحل="" تقليل="" ساعات="" البث="" التليفزيونى..="" وإذا="" كان="" هذا="" متاحًا="" بالنسبة="" للتليفزيون="" الرسمى="" الحكومى،="" فماذا="" عن="" القنوات="" الخاصة="" وهى="" الآن="" الأكثر="" مشاهدة="" وحتى="" لو="" استجابت="" هذه="" القنوات="" وقللت="" من="" ساعات="" إرسالها..="" ماذا="" عن="" القنوات="" التى="" تأتينا="" من="" السماوات="" المفتوحة،="" من="" الشرق="" ومن="" الغرب="" والكل="" يتسابق="" لجذب="" المشاهدين..="" أم="" أن="" الأمر="" يحتاج="" إلى="" اتفاقيات="" دولية="" بتحديد="" ساعات="">

ولكن السؤال: لماذا المواطن ـ الغربى «أوروبى أو أمريكى» والمواطن فى شرق آسيا «الصينى واليابانى والكورى» يلتزم ـ دون وجود قانون محلى أو دولى- بأن ينام مبكرًا.. ليستيقظ مبكرًا، ليذهب إلى عمله مستيقظًا لا هو نصف نائم ونصف متيقظ.. بل هو الالتزام الأدبى لأنه إذا لم يعمل كما يجب لن يحصل على أجره، أبدًا، وأن ضبط نائمًا أو متكاسلاً يكون الطرد هو العقاب الفورى.. إذ لا أجر دون عمل.

< هى="" إذن="" سلوكيات="" شعوب،="" وأخلاق="" بشر،="" وعلى="" هذه="" الشعوب="" «الناجحة»="" أن="" تخلد="" إلى="" النوم="" فى="" موعد="" أقصاه="" العاشرة="" مساء..="" لأن="" العمل="" ينتظره="" من="" الثامنة="" صباحًا="" ويستمر="" يعمل="" حتى="" السادسة="" مساء..="" مع="" ساعة="" وسط="" النهار="" لتناول="" وجبة="">

وترشيد مشاهدة التليفزيون لا يوفر فقط استهلاك الكهرباء.. ولكن أيضًا استهلاك الأجهزة.. والاضاءة كذلك، وأجور التسالى التى تتنوع عندنا بشكل رهيب، وما أكثر تسالينا، والمقبلات والعصائر. وأكواب الشاى والقهوة.. بينما كل ما يحصل عليه «العامل الغربى أو الشرقى الآسيوى» هو مجرد زجاجة عصير أو بيرة.. وربما تفاحة أو اصبع من الموز، أما المتيقظ عندما فالاستهلاك عنده لا حدود له.. ومن كل شىء.

< والكارثة="" أن="" وباء="" التليتفزيون="" لم="" يتوقف="" عند="" سكان="" المدن..="" بل="" امتد="" إلى="" الريف="" الزراعى="" وإذا="" كان="" الله="" تعالى="" قد="" أنقذنا="" من="" وباء="" افلام="" الفيديو..="" فقد="" ابتلينا="" بوباء="" القنوات="" الخارجية،="" المشفرة="" وغيرها..="" والمصرى="" ينجح="" دائمًا="" فى="" فك="" رموز="" عمليات="" التشفير="" وتابعوا="" الكابلات="" الممتدة="" فوق="" الأسطح،="" وبين="" الحقول،="" ودائمًا="" ما="" يعشق="" المصرى="" كل="" ما="" هو="" ممنوع،="" فالقاعدة="" تقول="" هنا:="" وأحب="" شىء="" للانسان.="" مامنع="" وبالطبع="" تتوالى="" الموبقات="" من="" شيشة="" أو="" «جوزة»="" ملغمة..="" أو="" سيجارة="" محشية،="" ونحن="" أول="" من="" ابتدع="" كل="" أنواع="">

< وتعالوا="" نحسبها:="" كم="" نكسب="" لو="" توقفت="" القنوات="" عن="" الإرسال="" فى="" الساعة="" 11="" مساء="" شتاء="" و12="" عند="" منتصف="" الليل،="" ماذا="" نكسب،="" ولا="" يمهمنا="" هنا="" أن="" يستريح="" وزير="" الكهرباء="" أو="" ينام="" وزير="" التموين="" مرتاحًا..="" أو="" يغط="" وزير="" المالية="" فى="" نومه="" وقد="" انخفض="" المطلوب="" منه="" لدعم="" الدعم..="" بل="" المهم="" هنا="" هو="" حجم="" المكاسب="" التى="" نجنيها="" كشعب..="" والأهم="" هنا="" ما="" يوفره="" المواطن="" نفسه="" من="" جنيهات="" كان="" ينفقها="" على="" سهرات="" أمام="" التليفزيون="" أو="" على="">

والمواطن بذلك لا يخدم وطنه فقط.. ولكن يخدم نفسه وأسرته وعياله وكذلك صحته وأعصابه.. خصوصًا وأن من الاعلام الآن ما يضر.. ولا ينفع.