عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

اعتماد الصحف والمواقع الإخبارية علي مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر من مصادر «الأخبار»، خطيئة صحفية لا تغتفر.. وكثيراً ما حذرت من الاعتماد علي ما ينشره رواد الفيس بوك وتويتر من أخبار.

وقلت في كثير من الندوات والمحاضرات في نقابة الصحفيين وأقسام الإعلام بالجامعات، إن الاعتماد علي ما ينشره الجمهور علي هذه المواقع كمصدر للأخبار يجافي المهنية ولا يليق بالصحفي أن ينقل عنها.. وإن كان لابد فليكن ما ينشر علي هذه المواقع مجرد معلومات تحتاج جهداً للتحقق من صحتها، وتوثيقها قبل نشرها.. «ومعظم» المواقع الاخبارية المصرية تأسست علي غير أسس مهنية، ولا تلتزم بالمصداقية، وفتحت قنوات مع مواقع التواصل تنقل عنها أخباراً «كاذبة»، دون التحقق من صحتها.

وبات ذلك سمة هذه المواقع، التي ابتعدت كثيراً عن أصول المهنة، وامتد ذلك التسيب- بكل أسف- إلي الصحف الورقية، لتفقد ما تبقي لها من مصداقية.

وقبل أيام تسرب من صفحات الفيس بوك عدد من المعلومات «الكاذبة»، صارت أخباراً علي المواقع الاخبارية، ثم تسللت إلي صفحات الصحف، دون تحقق أو توثيق.

وأصبحت سياسة النقل والسرقة من الفيس بوك سياسة معتمدة في معظم المواقع الإخبارية.. وانتقلت لغة الحوار المتدني من صفحات الجمهور إلي الصحف- للأسف الشديد - وأصبحنا نري كلمة «طظ» عنواناً لمقال في جريدة رائدة!

والخبر الأول.. «الكاذب» كان عن تغيير اسم شبكة فودافون قطر إلي «تميم المجد»، وهو ما تأكد كذبه وعدم دقته، وانتشر كالنار علي المواقع الإخبارية، ثم تسرب إلي الصحف دون تدقيق وثبت كذبه، بعد أن استغله المتربصون وتباروا في إعلان مقاطعة شركة فودافون «مصر» نكاية في فودافون «قطر»..

والخبر الثاني كان عن فرض رسوم جمركية علي الأمتعة والسلع الواردة بصحبة العائدين من الخارج.

وقد انتقل بفعل عدم المهنية الي المواقع الإخبارية، ثم وجد طريقاً سهلاً ليتصدر صفحات الصحف، وهو ما تأكد كذبه وعدم صحته وأنه منقول حرفياً من صفحات الفيس بوك!

أما الخبر الثالث فكان عن وفاة الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء الأسبق، الذي انتشر علي صفحات الفيس بوك وتويتر، وتناقلته المواقع الاخبارية الالكترونية، وتسرب الي الصحف ليكون عنواناً بارزاً، دون أن يكلف الصحفي نفسه شيئا من الجهد للتحقق من المعلومة وتأكيد ما صار خبراً.. وفوجئ الناس بالدكتور الجنزوري ينفي بنفسه خبر وفاته.. ولم تكن هذه هي المرة الأولي التي يموت فيها «الجنزوري» علي مواقع التواصل الاجتماعي. فقد انتشر خبر وفاته قبل أكثر من عام، وتناقلته الكتائب الالكترونية الاخوانية بشماتة، وصار خبراً علي معظم صفحات الفيس بوك.. ولعل ذلك ما جعل الدكتور الجنزوري مستاء من قراءته خبر وفاته مرتين، دون مراعاة لشخصه وشعوره ومشاعر أسرته ومحبيه. واتصل الدكتور كمال الجنزوري بعدد من الإعلاميين والصحفيين، ليؤكد بقاءه علي قيد الحياة، حتي إن الرجل أجري اتصالا بكرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، يشكو له ما أصاب أسرته من ضيق وكدر، وقال له كلاماً مريراً، وكأنه يستنجد به أن يتخذ أي اجراء بحكم منصبه، لكن كرم جبر ليس في يده شيء يفعله في مواجهة هذا الانفلات الاعلامي والأخلاقي، الذي أصاب الصحافة المصرية.. ولو أني من كرم جبر لقلت للدكتور الجنزوري: «استمتع بحياتك، فتكرار الموت يطيل العمر؟!».

 

[email protected]