رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

رغم ندرة المعلومات عن تنظيم الدولة الإسلامية، وحسب بعض المواقع الإلكترونية؛ تكونت الدولة الإسلامية فى العراق فى 15 أكتوبر 2006 إثر اجتماع مجموعة من الفصائل المسلحة ضمن معاهدة حلف المطيبين وتم اختيار «أبا عمر» زعيما له وبعدها تبنت العديد من العمليات النوعية داخل العراق آنذاك, وبعد الثورة السورية، تم تشكيل جبهة النصرة لأهل الشام بنهاية عام 2011، ليسيطر التنظيم على مناطق فى محافظات الرقة وحلب‏ وريف اللاذقية ودمشق وريفها ودير الزور، وحمص وحماة والحسكة وإدلب. ويتفاوت التواجد والسيطرة العسكرية من محافظة لأخرى؛ وذلك حتى التدخل روسيا عسكريا فى العمليات الحربية يوم الخميس 1/10/2015م بقصف بعض المواقع المناهضة لنظام بشار الأسد.

وأيا كانت الأسباب والدوافع التى مهدت لتكوين حلف بغداد الذى يضم العراق وإيران وروسيا والنظام السورى بهدف معلن هو  جمع معلومات استخباراتية وأمنية لمحاربة التنظيم، وهدف مستتر وهو دعم مصالح روسيا وإيران عسكريا،  فمن المتوقع بأن يؤدى تدخل «بوتين» فى سوريا إلى توحد المعارضة السورية المسلحة ككل، وفى خضم الصراع، ربما تفرز المواجهات العسكرية عمليًا عن وجود جبهتين يكون تنظيم الدولة فيها؛ هو رأس الحربة فى ميدان القتال، وطرفًا فاعلا  فى خدمة المصالح الغربية من خلال تلاقى الإيديولوجيات تلاقيًا مرحليًا بسبب أن الغرماء للطرفين فى معسكر واحد، ومن ثم سوف تنحصر تهمة الإرهاب تدريجيًا عن التنظيم حسب حدة الصراع، ومن هنا جاء تدخل روسيا بمثابة قبلة الحياة فى جسد التنظيم.

وحسب قوانين الصراعات  المتداخلة من الوارد أن تجمد الولايات المتحدة وحلفائها العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة، ودعمه فى الخفاء، لاستنزاف روسيا تمهيدًا للخلاص منهما معا، أسوة بما حدث أثناء الغزو السوفيتى لأفغانستان 1979م. وخاصة أن الدماء التى سفكت بسوريا  قد تمنح المعارضة والتنظيم دعمًا  معنويًا على مستوى العالم، وماديا على مستوى أهل السنة فى كل مكان.

وربما يكون الغرور هو مقبرة الزعيم الروسى بوتين، الذى تزامن فى فترات حكمه تعافى روسيا اقتصاديًا، وإن كان هذا التعافى يرجع فى المقام الأول للقدرات الاقتصادية الهائلة للدولة الروسية، وأيضًا بسبب التخلص من الأعباء الثقيلة  للامبراطورية السوفيتية، بيد أن هذا التدخل يعيد استرجاع هذه الأعباء مع دوران عجلة الحرب، وهو ما يهدد بنسف روسيا، من الداخل، جراء تذمر ما يقرب من 13 دولة إسلامية ضمن الاتحاد الروسي،  وكما أدى غزو  افغانستان لتفكيك الاتحاد السوفيتى، من الوارد أن يؤدى تدخل «بوتين» إلى تفكك روسيا، وتلك هى الفرصة الذهبية فى نظر الأمريكان للتخلص من روسيا القيصرية إلى الأبد عن طريق دعم تنظيم الدولة والمعارضة، وإطلاق سرح المخابرات للعمل المضاد على الأراضى الروسية.

أما نحن فى الشرق فقد اعتدنا على الهرولة نحو هذا أو ذاك، فى حين أن القوة الغاشمة لدى الكبار جميعًا هى قوة بطش، ولا فرق فيها بين الشرق والغرب،  ولذا يجب على العرب والمسلمين التوحد نحو فكرة المصالح الوطنية، والتراجع عن الدوران فى فلك الأقطاب الكبرى قبل فوات الآوان. وإن كانت الطائفية  كفكر بغيض سوف تمنع العقول من التبصر، إلا أن فقدان الأمل ضد طبيعة الحياة فربما يأتى الفرج من رحم المعاناة.