رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحد شروط مصر ودول الخليج التى قاطعت النظام القطرى إغلاق قناة «الجزيرة» وقبل أن يتسرع البعض ويقول إن ما تم يتعارض مع حرية الرأى حرية عليه أن يتوقف برهة ليتعرف على هذه القناة عن قرب فقد أنشئت قناة «الجزيرة» فى الدوحة عام 1995 بفريق عمل وافد من هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» وكانت «الجزيرة» فى ذلك الوقت أول محطة أخبار عربية تقول إنها تنجح فى حشد كل الإمكانات المهنية الرأى والرأى الآخر ما جعلها بالفعل تنافس محطات اخبارية عالمية مثل الـ«سى إن إن» وغيرها بل وتتقدم عليها فى تغطية أحداث كبرى مثل الغزو الأمريكى للعراق عام 2003.

وجذبت «الجزيرة» إليها وفى سنوات قليلة نجوما من الإعلام العربى وامتلكت القناة غرفة تحرير أخبار حديثة عالية الأداء حتى أصبحت بلا أى شك «بروتوتايب» أو نموذجا غير نمطى للإعلام الإخباري فى العالم العربى.

ولكن بعد خمسة عشر عاما من ظهور «الجزيرة» ومع اندلاع ما عرف ثورات الربيع العربى فى تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا وبدءا من نهاية العام 2010، حدث تغيير نوعى فى السياسة التحريرية لقناة «الجزيرة» عندما وجهت مكاتبها بالخارج عموما وفى دول الربيع العربى خاصة بالتدخل فى الشئون الداخلية للدول والحكومات متجاوزة قواعد العرف الصحفى ومنتهكة القوانين المحلية واتبعت أسلوبا مبتكرا هو توجيه رسالة إعلامية لمنطقة أو دولة معينة أولا من خلال برامج مثل «النشرة المغاربية» و«من واشنطن والقاهرة مباشر» وهو الأسلوب الذى تطور إلى خروج قنوات قائمة بذاتها مثل «الجزيرة مباشر» وتحولت إلى قناة «مصر مباشر» وعندما تولى الإخوان المسلمون السلطة فى مصر تحول دورها من العمل الإعلامى إلى العمل الدعائى وبعد أن كانت تسوق لنفسها أنها تعبر عن استقلالية عن الدولة القطرية نجدها تنتقد النظم المختلفة مع النظام القطرى بالحق وبالباطل وبعد قيام ثورة 30 يونية فى مصر عام 2013 استمرت فى إظهار عدائها لمصر وكانت مأوى للهاربين من الإعلاميين التابعين لنظام حكم الإخوان المنهار.

وإذا كان الإعلام يساهم فى وأد الإرهاب فى الوقت نفسه يقوم بمساعدته على تنفيذ مخططاته خاصة فى ظل ما يمكن تسميته فوضى المشهد  الإعلامى وعدم وجود آليات عملية تقوم بدور حارس البوابة لضبط الأداء الإعلامى وهذا ما فعلته قناة الجزيرة التى استغلت الوضع وخلعت قناع المهنية وتحولت رسائلها الإعلامية إلى بث سموم موجهة للجسد والفكر والعقل العربى!!

وهكذا كل يوم يمر تفقد قناة الجزيرة القطرية رصيدها المهنى وتتحول إلى قناة دعائية تعمل ضد القانون وتساهم فى تأجيج النزاعات داخل الدول وتتسبب فى الأزمات بين دولة وأخرى أو تتلاعب فى المصطلحات فتقول على سبيل المثال لا الحصر «تنظيم الدولة» بدلا من القول تنظيم «داعش» الإرهابى وتحليل مضمون هذا الاستخدام يقودنا إلى اعتراف واضح بغن هناك تنظيما يرتبط بدولة ما وإضافة (ال) التعريفية للكلمة يعنى أن هذه الدولة معترف بها من قبل القائل وتسمى دولا عربية فى الأزمة الحالية «بدول الحصار» رغم أن ما تم لم يتعد المقاطعة فقط وهناك محاولات قد تنجح أو تفشل لاحتواء الأزمة التى أعتقد أنها يجب أن تحل لصالح العرب ولكن قناة الجزيرة تحرص على تفاقم الأزمة واستخدام كلمة حصار تعنى أن الأزمة مع المواطن القطرى وهذا لم يحدث!! وللحديث بقية.