رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة عدل

الخطاب الدينى وتجديده، ليس قضية حديثة ولا جديدة علي المجتمعات، إنما هى مرتبطة ارتباطًا كليًا بظروف كل عصر منذ نزول الوحى على الرسول محمد (ص)، فما كان يتم خلال عهد الرسول والظروف والبيئة المحيطة به، ليس كما حدث فى عهد الخلفاء الراشدين من بعده، ولا فى عهد الأمويين والعباسيين وفى دولة الأندلس الإسلامية التي كانت تضم جميع الطوائف  والملل الدينية من يهودية ومسيحية وإسلامية وغيرهم ممن لا يؤمنون بالأديان.

تجديد الخطاب الدينى ضرورة ملحة فى كل عصر، مع التمسك بالأصول الثابتة وقواعد الدين الحنيف، فلكل عصر وعهد ظروفه الخاصة ويحتاج إلي خطاب مختلف عن العصر الذى سبقه أو الذى يليه.. ويجب على الجميع مراعاة أن القواعد الدينية والثوابت الخاصة بها لا تجديد فيها ولا مناقشة أو جدال، إنما لغة الخطاب نفسها يجب أن تتطور وتتغير وفقًا لكل عصر تبعًا لظروفه والأمور المتعلقة به.

لا أحد من حقه أن يجور على الثوابت فهذه أمور لا جدال فيها، ولا يجوز لأحد أن يناقش فيها، إنما المطلوب هو مراعاة الواقع المعاش، فلا يجوزفمثلاً أن نرفض ركوب الطائرة، متعللين بأن القدماء كانوا يركبون الحمير والبغال والخيول.. ولا يجوز أبدًا أن نأخذ جانبًا من الدين ونتشدد فيه، ونغفل الجوانب الأخرى، وهناك خطأ يقع فيه كثيرون، وهو التركيز على شىء بعينه دون مراعاة الجوانب الأخرى، وعلاقتها بالواقع.

كما أن هناك قضية بالغة الخطورة، وهى «الغلو» فى الدين والتشدد به، فى حين أن هناك تحذيرًا من الرسول (ص) بعدم الغلو فيه، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، وبالتالى فهذا فى حد ذاته دعوة إلى الوسطية والتحذير الشديد من التشدد والغلو، وهذا ما يقع فيه كثيرون ولو دققنا النظر بإمعان فى العلماء الأولين فسنجد أنهم حذروا كثيرًا من هذا التشدد والغلو وقالوا عنه إنه يوقع المرء فى المهالك ويكون مخالفًا للواقع المعاش الذى يحيا فيه الناس.

من الأمور أيضًا البالغة الأهمية، أن المتشددين يرجعون إلى كتب  بعينها دون الاهتمام بأخرى قد تكون مكملة لها وقد تكون نسفتها من أساسها، فمثلاً علي سبيل المثال لا الحصر.. نجد فى تفسير ابن كثير الدمشقى أنه قد جمع كل الأحاديث من الرواة دون التحقيق فيها ومدى صحتها، ويأتى من بعده المحققون الذين يتمتعون بشروط كثيرة بصحة رواية الحديث ـ ليس هذا مجال ذكرها الآن.

وبالتالى فلكل عصر ظروفه ومتطلباته، طالما أن ذلك فى اطار الثوابت الأساسية، فإعمال العقل والتفكير الذى أمرنا الله به، يعنى التجديد فى الفكر بما فيه الخطاب الذى يعتمد بالدرجة الأولى على الخطاب واللغة.

.. «وللحديث بقية»

سكرتير عام حزب الوفد