رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

إذا بدأ البائع- أي بائع- كلامه معك بالقسم وأنت تحاول الشراء منه.. فلا تصدقه.. بل اتركه فوراً.. والمضحك المبكي معا، أنك إذا تركت كل بائع دون أن تشتري منه.. فلن تجد بائعاً واحداً.. فالكل يقسمون، بل ويغالون في القسم!!

هل القسم عادة مصرية قديمة.. أم سلوك يحاول أن يحصل به الواحد على كل ما يريد.. ورغم أن الإسلام يحضنا على عدم القسم.. علي الأقل بالله سبحانه وتعالى «ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم».. إلا أننا نغالي ونزيد.. إلى أن يصل القسم إلى «عليّ الطلاق» وكم من زوجة مصرية تم تطليقها مرات.. وفي الأسواق!!

< ويلجأ="" البائع="" إلى="" القسم="" محاولا="" إقناع="" المشتري="" بجودة="" بضاعته..="" أو="" بأنه="" اشتراها="" من="" بائع="" الجملة="" بأقل="" قليلا="" مما="" يطلب،="" وهو="" لا="" يطلب="" إلا="" ربحاً="" قليلاً..="" والطريف="" أنه="" غالباً="" ما="" يوافق="" على="" البيع="" بسعر="" أقل="" مما="" اشترى..="" به..="" شفتم="" الكلام="" أنا="" نفسي-="" ومن="" أهم="" هواياتي="" بعد="" القراءة-="" أن="" أتجول="" في="" الأسواق="" لأعرف="" أحوال="" الناس..="" وأسعارهم..="" وأكاد="" أتيقن="" بعدم="" وجود="" بائع="" واحد="" لا="" يقسم..="" بل="" ويغالي="" في="" القسم..="" طيب="" نعمل="">

الحل هو التسعيرة.. ولو استرشادية إذا كانت الدولة لا تريد إغضاب التجار. وبعد أن استبعدت فكرة التسعيرة الجبرية حتى لا تتحرك ضدنا منظمة التجارة العالمية، طيب وهي ما لها بأسعار سلعنا؟

< ورغم="" عدم="" وجود="" تسعيرة="" للسلع="" في="" معظم="" دول="" العالم="" ويكفي="" أن="" يكتب="" البائع="" السعر="" على="" كل="" سلعة..="" إلا="" أنك="" أحيانا="" تجد="" أسواقاً="" «للمزارعين»="" في="" معظم="" دول="" العالم..="" يعني="" من="" الحقل="" إلى="" السوق="" مباشرة="" لتصل="" السلعة="" طازجة="" ودون="" أن="" تمر="" على="" تعدد="" مراحل="" التجارة..="" وهي="" أسواق="" يقبل="" عليها="">

وهم هناك يحترمون المشتري.. فالسلع الممتازة لها سعر. والأقل جودة لها سعر ولا يعرفون ما نعانيه عندنا من حكايات «وش القفص» وهنا نحذر المصريين- داخل مصر- بعدم شراء القفص كله لأن ما تحت الصف العلوي لا يمكن أكله.. فاكهة كانت أم خضراوات!!

وهنا- دعونا نداعب الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين، الذي أحترم كثيراً تقبله لاختلاف الآراء.. ولا يهاجم حتى التي تهاجمه.. أداعبه ليس بصفته وزيراً للتموين والتجارة الداخلية بحكم ما هو قائم.. ولكن بصفته القديمة عندما كان وزيراً للغلابة، أي أصحاب المعاشات إذ كان واحداً من أشهر من تولى حقيبة وزارة «التضامن الاجتماعي» وأناشده بهذه الصفة وتلك أن ينزل إلي الأسواق.. متخفياً.. ومشترياً.. ويفاصل ويعاين ليعرف الحقيقة المؤلمة لغياب تسعيرة جبرية للسلع الحيوية.. واسترشادية لغيرها.. وأنا متأكد عليَّ الطلاق أنه موافق على التسعيرة.. ولكن سياسة الحكومة هي التي تمنعه!!

< وعودة="" لعادات="" الباعة="" والأقسام="" التي="" تجرى="" على="" ألسنتهم="" فأقول="" إياكم="" والبائع="" الذي="" «يقسم»="" وما="" أسرع="" أن="" تكتشف="" أكاذيبه..="" وهو="" بحكم="" وجوده="" في="" السوق..="" ووسط="" المشترين="" والبائعين..="" يزداد="" خبرة="" في="" التعامل="" مع="" المستهلكين..="" ويعرف="" منهم="" من="" يفهم..="" ومن="" يدعي="" الفهم..="" ودائماً="" ما="" يخبئ="" قفصاً="" بعيداً="" عن="" العيون="" ليخبرك:="" طيب="" يا="" سيدي="" عندي="" الأحسن..="" بس="" تقدر="" على="" ثمنه؟="" وبالطبع="" تلك="" أفضل="" وسائل="" الإقناع="" وهنا="" يقع="" المشتري="" في="" الفخ..="" فيدفع="" ما="" يطلبه="">

وما أكثر ذكاء الباعة.. صعايدة وبحاروة.. فالكل «ابن كار» يتعلم من الشارع أقصد السوق.. وابن السوق: بياع!! وما أبرعهم.