رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

لا تستغربوا من العنوان.. الطماطم دلوقتى أغلى من التفاح والرمان والمانجو.. وأغلى من الورد أيضاً.. ولا تستغربوا أن أدخل إليكم بهذه الطريقة، فلا تتوقعوا أن ألعب فى ملعب أستاذنا عباس الطرابيلى.. هو فى هذه الناحية «حرّيف» متعه الله بالصحة والعافية.. فقط أريد أن أسأل: هل يستطيع الحالمون بالحصانة ضبط الأسعار وتوفير الطماطم للغلابة؟.. هناك آلاف يتسابقون على مقعد فى البرلمان القادم!

أرسل لى «وزير سابق» على واتس آب «بوست» يقول: صباح الطماطم.. مش لازم ورد كل مرة.. ابتسمت وسرحت.. فوجئت أنه كتب تحته «صحيح كيلو الطماطم بقى بـ12 جنيه!!.. اكتشفت أن الذين يصرخون من الأسعار ليسوا البسطاء فقط، وإنما حتى الوزراء أيضاً.. معناه أن الكارثة أكبر من الاحتمال.. فواتير الكهرباء والمياه والغاز وأخيراً اللحمة والطماطم.. فهل الساعون لعضوية البرلمان عندهم حل؟!

مفترض أن المرشح لمجلس النواب يكون عنده رؤية لإنقاذ البلاد.. مفترض أنه يعرف علاج بعض المشكلات التى تواجهنا.. هذا هو المفترض.. ومفترض أن الآلاف التى رشحت نفسها، لديها جدارة بعضوية المجلس.. فلا هى تريد الحصانة لذاتها.. ولا هى تريد العضوية، كى تتربح من المال الحرام.. هذا هو المفترض.. فهل عندنا 100 مرشح على الأقل يعرف علاج مشكلات مصر، ما كانش بقى ده حال مصر؟!

كلهم يحبون مصر!

فاجأتنى المسميات الكثيرة التى تربط نفسها باسم مصر.. هذه قائمة فى حب مصر.. وهذه قائمة نداء مصر.. وأخرى باسم صحوة مصر.. وأخرى حبايب مصر.. ولا أدرى هل هى مصادفة، هذه المسميات المرتبطة باسم مصر؟.. أم أنهم يغنون على مصر.. أقصد المعنى.. يغنون عليها، ولا يغنون لها.. إذا كان كل هؤلاء يحبون مصر؟.. فكيف يكون هذا حال مصر.. مع أن كل التصرفات تؤكد أننا نكره مصر ولا نحبها!

هناك بالتأكيد قوائم لا يحضرنى ذكرها.. لكن الحكاية لافتة للنظر.. كلهم يغنى على ليلاه.. كلنا بنحب القمر، لكن القمر بيحب مين؟.. كلنا بنحب مصر.. يا سلام؟.. أومال ليه مصر تصعب على الكافر؟.. كيلو الطماطم يا مؤمن باتناشر جنيه؟. ليه؟.. السؤال: كم يصل منها إلى الفلاح الشقيان؟.. هؤلاء التجار الذين يمصون دماءنا، هم من سيترشحون.. لأنهم من يستطيعون خوض الانتخابات، وتحمل مصاريف الدعاية!

لن تجد فلاحاً حقيقياً فى المجلس القادم.. ولن تجد موظفاً بمعنى كلمة موظف.. عارف ليه؟.. لأنه لا يستطيع إنفاق الملايين، ولا شراء الكرسى.. رغم أن مجتمع الموظفين بالملايين، فلا يوجد من يمثلهم.. ورغم أن مجتمع الفلاحين بالملايين فلا يوجد من يمثلهم.. سيصل إلى المقعد «تاجر».. يقال إنه يحب مصر، ويحصل على الحصانة «تاجر» لأنه ابن سوق.. لن يدخل البرلمان موظف ولا فلاح.. للأسف الشديد!

توريث مقاعد العائلات!

كثيرون أصبحوا فى حاجة إلى الحصانة، أكثر من ذى قبل.. المناخ السياسى غير مضمون.. عائلات كبيرة تدخل بكل قوتها للعودة للضوء.. لا تريد التفريط فى مقعد العائلة.. التوريث انتهى على منصب الرئيس، لكنه مازال حتى الآن فى مقاعد البرلمان.. هناك عائلات لم تخرج من البرلمان، منذ عشرات السنين.. الحزب الوطنى المنحل سيعود عبر أسماء داخل الأحزاب.. يسعون للحصانة من جديد.. لحماية ثرواتهم «الحلال»!

للأسف سيكون الحزب الوطنى، هو الأغلبية تحت شعار فى حب مصر، أو أى حاجة مصر.. مصر هى القاسم المشترك فى كل القوائم.. يبقى أن تكون حاضرة فى القلوب والضمائر.. يبقى أن تكون حاضرة عند الاقتراب من المال العام.. يوم يكون توزيع الأراضى لمن يستطيع.. ويوم يكون الناس فى حاجة إلى رغيف أو حبة طماطم.. الكلام ليس هو المعيار.. الفعل هو المعيار.. لو كان الفعل ما ترشح كل هؤلاء الآلاف، وما اقتتلوا!

آخر كلام!

لو كنت سعادتك ستجد حلاً لرغيف العيش، ترشح ولا حرج.. ولو كنت ستجد حلاً لجنون الطماطم، ترشح ولا حرج.. لو كنت تريد الحصانة اقعد على جنب.. خلّى مصر فى حالها.. مصر صاحية لكل الذين يلعبون فى فراغها السياسى.. مصر مش هتبيع شرفها.. افهموا بقى واتعلموا الدرس.. عندك جمهوريتان فى طرة.. كفاية كده.. نريد أن نوقف نزيف الوطن.. ألا تخجلون أن الطماطم أغلى من التفاح.. صباح الطماطم!

(لو كنت ستجد حلاً لجنون الطماطم، ترشح ولا حرج.. ولو كنت تريد الحصانة اقعد على جنب.. خلّى مصر فى حالها!)