رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

لم تضيع روسيا الوقت وسارعت فى أعقاب خطاب بوتين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى الثامن والعشرين من سبتمبر الماضى، فأعلنت وزارة دفاعها بدء الطيران الروسى الأربعاء الماضى توجيه ضرباته ضد داعش فى سوريا، فدمرت تجهيزات عسكرية ومخازن للأسلحة والذخيرة لهذا التنظيم الظلامى. ولا شك أن القياس مع الفارق بين التحالف الدولى الذى قادته أمريكا ضد داعش وبين خطوات روسيا المحسوبة. ولا أدل على ذلك من أن التحالف الدولى المذكور قد فشل فى أداء المهمة التى بدأها منذ أكثر من عام بدليل توحش داعش أكثر وأكثر فلم يتم دحره. بل على العكس ازداد شراسة بفضل دعمه من الغرب وتركيا ودول خليجية.هذا بالاضافة إلى أن التدخل الروسى فى سوريا تم بعد موافقة مجلس الاتحاد الروسى بالاجماع على طلب بوتين السماح باستخدام القوات الجوية الروسية فى سوريا تلبية لطلب من الحكومة الشرعية.

جاء اضطلاع روسيا بمهمة محاربة داعش لتحقيق عدة أهداف منها مواجهة الجماعات المتطرفة فى الشرق الأوسط وتتصدرها داعش،والحفاظ على الحكومة الشرعية وعلى منظومة الجيش السورى الحليف العربى القديم للاتحاد السوفييتى، وتقديم الدعم اللوجستى له دون الانخراط فى حرب برية.ويأتى فى مقدمة الدعم اللوجستى الدعم الجوى وتقديم المعلومات وتبادلها وتقديم موسكو صورا تلتقطها أقمارها الصناعية لتحركات الجماعات المسلحة ومراكز تجمعها وطرق تموينها، وعقد اجتماعات للقيادات العسكرية عبر الأقمار الاصطناعية.هذا بالاضافة إلى تأمين النفوذ الروسى على البحر المتوسط وفى سوريا الحليف لروسيا فى المنطقة.وتثبيت النظام عبر دعمه جويا ومعلوماتيا لاستعادة مناطق مهمة من يد داعش ولإثبات ماتقوله سوريا وروسيا من أن الجيش السورى هو القوة الوحيدة القادرة على محاربة داعش بعد الفشل الأمريكى فى ضربه جوا وقتاله برا عبر المجموعات التى دربتها المخابرات  الأمريكية فى تركيا وما لبثت أن انضمت إلى النصرة فور دخولها إلى الأراضى السورية.

أمريكا التى طالما صدعتنا بالحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان تأتى اليوم لتصادر بغشم غير مسبوق ديمقراطية الشعب السورىوحقه فى اختيار حاكمه. وكأنى بها وقد نصبت نفسها بديلا عن الشعب ومضت تتحدث نيابة عنه لتفرض عليه مالا يريد. ولقد تجلى جرم أوباما فى حق الشرعية عندما استمر فى تحديه ومطالبته بتغيير الحكومة السورية. بل بلغ حقده على روسيا إلى الحد الذى اعتبر فيه حملتها ضد داعش كارثة محققة ستؤدى إلى تصعيد أكبر وتزيد من التطرف والأصولية.ونقول لأوباما: آن الأوان لكى ترفع أمريكا يدها عن سوريا بعد أن فشلت فى دحر داعش، وبعد أن حلت الهزيمة بأوباما أمام القيصر الروسى، فلم يعد أمامه إلا الانسحاب.....