آفة الصحافة
أنا عايز بدلة ظابط بوليس وانا عايز بدلة قبطان البحر . . هاتلى قميص ابيض وعليه حمالات يابابا . . اشترى لى برنيطة زى بتاعة احمد صاحبى . . هاتللى الفستان والفيونكة الحمرا . . اعملى لى شعرى سايب ياماما مش عايزة ضفاير . . وانا عايزة جونلة وبلوزة زى سامية .
زحام فى الشوارع وهيصة الولاد . . كلام بسيط وزيطة حلوة وناس طيبين ، رائحة الكحك تنبعث من البيوت تملأ الأنوف ، واجهات المحلات تعرض الملابس والهدايا ، وباعة الشوارع افترشوا الأرض بالبالونات والزمامير .
البيوت فى حالة طوارئ ، أمهات كانت سهرانه طول الليل مع الجيران حول الطبلية بيعملوا الكحك والبسكويت والغُريبة " بضم حرف الغين " .
استعدوا عشان بُكرة العيد يااولاد ، كل ولد وبنت فى انتظار دوره للاستحمام وتحضير اللبس الجديد، ومين فاكر لسه لما كُنا بنحط الجزمة الجديدة تحت المخدة. الكل سهران . . وماما تقول : ياللا يا اولاد ناموا شوية عشان نصحى بدرى هنخرج نصلى العيد . . هذه هى صورة مصر زمان ، الصورة الحلوة المحفورة فى ذاكرتنا .
يوم العيد الصُبح بدرى يتبادل الجيران والحبايب صحون الكحك ، الكل يتذوق ما صنعته الآيادى الأخرى . نرجع من الصلاة بعدها ينطلق الجميع للشوارع والحدائق المفتوحة لركوب المراجيح ، وعلى ضفاف النيل نركب المراكب ، ومن الأولاد من حمل معه الطبلة وتنطلق الأغانى بتلقائية وطبيعة نقية .
وأصوات احلى الأغانى من الراديو ترحب أهلاً آهلاً بالعيد...مرحب مرحب بالعيد . . وحينما تأتى عبارات هي هي هي هههي هي يُهلل الأولاد العيد فرحة ... وأجمل فرحة ، وتستمر الكلمات الرائعة بقول : تجمع شمل قريب وبعيد ، سعدنا فيها بيخليها ذكرى جميلة لبعد العيد ، غنوا معايا غنوا ، قولوا ورايا قولوا كتر يارب في افراحنا ، واطرح فيها البركة وزيد ، جانا العيد اهو جانا العيد ، باركوا وهنوا .. سوا واتمنوا . . كل العالم يبقى سعيد كله اخوة ...بره وجوه . أما هنا فى بلاد بره فى "هولندا " صمت . . شوارع خالية من الناس . . شمس غائبة . . برد وصقيع داخلى .
آه يامصر يابهية مفيش عيد من غيرك .