رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آفة الصحافة

أنا عايز بدلة ظابط بوليس وانا عايز بدلة قبطان البحر . . هاتلى قميص ابيض وعليه حمالات يابابا . . اشترى لى برنيطة زى بتاعة احمد صاحبى . . هاتللى الفستان والفيونكة الحمرا . . اعملى لى شعرى سايب ياماما مش عايزة ضفاير . . وانا عايزة جونلة وبلوزة زى سامية .

زحام فى الشوارع وهيصة الولاد . . كلام بسيط وزيطة حلوة وناس طيبين ، رائحة الكحك تنبعث من البيوت تملأ الأنوف ، واجهات المحلات تعرض الملابس والهدايا ، وباعة الشوارع افترشوا الأرض بالبالونات والزمامير .

البيوت فى حالة طوارئ ، أمهات كانت سهرانه طول الليل مع الجيران حول الطبلية بيعملوا الكحك والبسكويت والغُريبة " بضم حرف الغين " .

استعدوا عشان بُكرة العيد يااولاد ، كل ولد وبنت فى انتظار دوره للاستحمام وتحضير اللبس الجديد، ومين فاكر لسه لما كُنا بنحط الجزمة الجديدة تحت المخدة. الكل سهران . . وماما تقول : ياللا يا اولاد ناموا شوية عشان نصحى بدرى هنخرج نصلى العيد . . هذه هى صورة مصر زمان ، الصورة الحلوة المحفورة فى ذاكرتنا .

يوم العيد الصُبح بدرى يتبادل الجيران والحبايب صحون الكحك ، الكل يتذوق ما صنعته الآيادى الأخرى . نرجع من الصلاة بعدها ينطلق الجميع للشوارع والحدائق المفتوحة لركوب المراجيح ، وعلى ضفاف النيل نركب المراكب ، ومن الأولاد من حمل معه الطبلة وتنطلق الأغانى بتلقائية وطبيعة نقية .

وأصوات احلى الأغانى من الراديو ترحب أهلاً آهلاً بالعيد...مرحب مرحب بالعيد . . وحينما تأتى عبارات هي هي هي هههي هي يُهلل الأولاد العيد فرحة ... وأجمل فرحة ، وتستمر الكلمات الرائعة بقول : تجمع شمل قريب وبعيد ، سعدنا فيها بيخليها ذكرى جميلة لبعد العيد ، غنوا معايا غنوا ، قولوا ورايا قولوا كتر يارب في افراحنا ، واطرح فيها البركة وزيد ، جانا العيد اهو جانا العيد ، باركوا وهنوا .. سوا واتمنوا . . كل العالم يبقى سعيد كله اخوة ...بره وجوه . أما هنا فى بلاد بره فى "هولندا " صمت . . شوارع خالية من الناس . . شمس غائبة . . برد وصقيع داخلى .

آه يامصر يابهية مفيش عيد من غيرك .

[email protected]